
حماة مدينة تنبض بالثقافة والأدب وتحمل في ذاكرتها تاريخاً عريقاً من الإبداع والفكر، فكانت موطناً للأدباء والشعراء، ومنبراً للأصوات الوطنية التي تركت بصمتها في الوجدان العربي. كما شكلت بتراثها القديم لوحة أصيلة تعكس عراقة أهلها واعتزازهم بجذورهم. ويأتي الزي العربي الأصيل رمزاً من رموز هذا التراث بما يحمله من دلالات الفخر والانتماء إلى الهوية السورية. وفي الريف الحموي يبرز هذا الزي أيضاً حيث يحرص الأهالي على ارتداء لباس عربي موحد في المناسبات الاجتماعية مما يضفي جمالاً خاصاً على المشهد، ويعكس تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة منذ القدم.

وتشتهر حماة بأسواقها القديمة التي ما زالت حية حتى اليوم، مثل سوق الطويل الذي يقصده الزوار من مختلف المحافظات ليعيشوا تجربة فريدة بين أزقته، وليتذوقوا أطيب المأكولات التي اشتهرت بها المدينة مثل لحم الجمل، وحلاوة الجبن الحموية، التي أصبحت علامة فارقة في المطبخ المحلي. كما يتوقف الزوار أمام نواعير حماة التي تدور على العاصي منذ مئات السنين، حاملة معها حكايات الماضي وأصوات التاريخ.

وفي قلب المدينة يبرز قصر العظم كتحفة أثرية ومعمارية شاهدة على عراقة حماة وخصوصيتها الثقافية ليبقى مع أسواقها ونواعيرها وزيها العربي الأصيل عنواناً لهوية راسخة تنبض بالحياة جيلاً بعد جيل.
الفداء- بقلم رئيس التحرير طلال قنطار