السوريون هم من صنعوا التاريخ بأيديهم، وهم من حرَّروا بلادهم بسواعدهم وتضحياتهم، لأنَّهم أصحاب الحق، وأصحاب القرار، ستة عقود من القهر والتمييز عاشها الشعب تحت نظام بائد حكم بالحديد والنار، وارتكب القتل والتهجير والاعتقالات، لكنَّ الإرادة الشعبية لم تنكسر فانطلقت الثورة من إدلب الخضراء، المدينة التي احتضنت أبناء كل المحافظات، ودفعت ثمناً غالياً من دماء الشهداء؛ لتعلن أنٌَ الحرية حق لا يُنتزع إلا بالإصرار والتضحيات.
لقد أثبت السوريون أنَّ التحرير لم يكن هبة من أحد، بل ثمرة دمائهم وعزيمتهم، وسرعة انهيار النظام، كشفت عن فساد استمر ستة عقود وعزلته عن شعبه… إدلب اليوم ليست مجرد مدينة بل رمز للصمود وملاذ للأحرار، وذاكرة حيّة لكل من ينشد الحرية.
إنَّ تضحيات السوريين لم تذهب سدى، ومازال الحلم بالحرية قائماً… الشعب الذي كسر قيود الاستبداد، قادر على بناء غد أفضل مؤسساً لدولة العدل والكرامة، ورافداً لسورية بمكانتها الطبيعية بين الأمم… إدلب الخضراء تذكّر الجميع أنَّ الحرية ليست شعارات بل حقٌ يكتسب بالدماء والعزيمة وأنَّ المستقبل يصنعه أصحاب الإرادة التي لا تُقهر.