رئيس التحرير- طلال قنطار
في لحظة تجسّد فيها الوطن بعيداً عن الجغرافيا، وجّه السيد الرئيس أحمد الشرع، كلمة مؤثرة للجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، عبّر فيها عن شكره وامتنانه لما لقيه من استقبال دافئ، وحفاوة أصيلة، عكست الوجه الحقيقي للشعب السوري في المهجر.
الرئيس الشرع في حديثه لم يأتِ فقط ليشكر، بل ليؤكّد أن السوريين أينما حلّوا يثبتون أنهم أبناء شعب لا تنكسر جذوره، قالها بوضوح: الشعب السوري شعب أصيل، لا يتخلى عن أصالته في الكرم، والشجاعة، والاحترام، وحسن الضيافة. وأضاف: شعب جبّار، تحمّل ويلات التهجير والصعاب، لكنه لم ينسَ يوماً كيف يكون الإنسان سنداً لأخيه، والجار ظهراً لجاره.
تجلّت في كلمته دعوة واضحة للوحدة، للتكاتف، وللعمل معاً، من أجل العيش المشترك رغم التحديات. لم تكن رسالته مجرّد كلمات، بل وصية وطنية لكل سوري في الداخل والخارج بأننا رغم اختلاف الأماكن نحمل نفس الروح.
وفي زمن يعاني فيه العالم من تباعد الهويات، كانت كلمة الرئيس الشرع تذكيراً بأن الانتماء ليس وثيقة سفر، بل سلوكاً وشهامة وذاكرة لا تنسى الأصل.
فلتكن هذه الكلمة نبراساً لكل من حمل اسم سوريا معه أينما ذهب، ولنعمل جميعاً كما دعا الرئيس يداً واحدة من أجل غدٍ يليق بتضحياتنا وأحلامنا.