انتخابات مجلس الشعب واجب وطني وحق مشروع 

بقلم أمين التحرير.. فراس اليحيى  

في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها سوريا بعد فترة التحرير نهاية عام 2024، تأتي اليوم انتخابات مجلس الشعب ضمن الحكومة السورية الجديدة كعلامة فاصلة في مسار إعادة بناء الدولة على أسس منتظمة بحيث تعبر عن إرادة الشعب الذي حرم منه سابقا بالاضافة لفتح آفاق أوسع نحو الاستقرار السياسي والاجتماعي.

ومن أبرز ما يميز هذه الانتخابات هو الشعور الجديد لدى السوريون بأن صوتهم له قيمة وسيحدث فرق، وأن خياراتهم يمكن أن تترجم فعلياً إلى قرارات ولن تبقى حبر على ورق وستساهم في عملية بناء الدولة والمؤسسات، فالانتخابات ممتدة على كل الساحات السورية وحق لكل السوريين ان يدلوا بصوتهم بحرية بعيدا عن الضغط والمراقبة والتوقيع بالدم.

ويعتبر مجلس الشعب السلطة التشريعية الذي يمثل منصة تعكس طموحات الشارع وهمومه وتعد الانتخابات الحالية فرصة حقيقية لإعادة الثقة بين الدولة والمجتمع.

منذ استلام الرئيس احمد الشرع مقاليد الحكم، طرح خطابا سياسيا هادئا لكنه حازم، أكد فيه على أهمية الانفتاح ومحاربة الفساد وتمكين الشباب والمرأة في الحياة السياسية في سبيل انشاء كيان مستقل للشخص بذاته بحيث يكون قادر على التعبير والاختيار والتفكير بحرية.

ويعتبر الكثيرون ان انتخابات مجلس الشعب ليست مجرد استحقاق دستوري، بل تجسيد في بناء دولة مؤسسات، لا أفراد، ودولة قانون لا محسوبيات.

التحول من الرمزية والمحسوبية إلى الفعالية والعمل الجاد 

مجالس الشعب في العقود الماضية كانت رمزية ولا تمس بالفاعلية سوى بالخطابات والتصفيق أما اليوم، فهناك فرصة حقيقية لأن يتحول هذا المجلس إلى أداة رقابة وتشريع فعالة، تسائل الحكومة وتبادر إلى تقديم حلول ملموسة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطن السوري من البطالة إلى ارتفاع الأسعار، ومن الخدمات إلى التعليم والصحة.

مقاعد بقيت فارغة تنتظر اصحابها 

لم تكتمل فرحة السوريين جميعا بان يشاركوا بهذا الحدث النوعي في سوريا الجديدة، فهناك مناطق لن تشهد انتخابات بسبب عزلتها لما تحدثه المجموعات التي تسيطر عليها كما يحدث في السويداء وفي شرق سوريا، فهو حق اهلها ان يشاركوا في الانتخابات وان يكون ممثلهم منهم، الا ان القيادة الجديدة تركت هذه المقاعد فارغة حتى حل تلك المجموعات وعودة المناطق الى الخارطة السورية الكاملة والموحدة.

دعوة للمشاركة فالصمت لم يعد خياراً بل واجب وطني

أدعو من موقعي كمواطن سوري مؤمن بالإصلاح أن يشارك الجميع في هذه الانتخابات، بعيداً عن السلبية أو المقاطعة، لأن التغيير لا يأتي بالصمت، بل بالمشاركة وبوجود قيادة تسعى لإحداث تحول حقيقي، فإن المرحلة تتطلب دعماً شعبيا واسعا وإدراكا جماعيا بأن بناء الوطن مسؤولية مشتركة.

الانتخابات النيابية ليست نهاية الطريق بل بدايته ومع كل صندوق اقتراع يفتح يفتح معه باب أمل لسوريا جديدة فنحن بحاجة إلى مجلس شعب يعكس وجه الوطن الحقيقي، لا مجرد توازنات سياسية شكلية وبقيادة الرئيس أحمد الشرع، فإن الأفق يبدو مفتوحاً نحو مستقبل أكثر عدلاً، وكرامة، ومشاركة.

المزيد...
آخر الأخبار