بقلم: عمار أبو شاهين
تخيّل معي للحظة: أنت تسمع أنباء تتحدث عن فوضى، في مدينة كانت دائماً، رمزاً للصبر والقوة, ثم يأتي صوت من الداخل يقول إنها مجرد وهم، مجرد صدى لكلام لا يعكس الواقع، هذا هو الشعور الذي أثاره مؤخراً بعض التقارير الإعلامية حول الوضع في حماة.
لكن وسط كل هذا، يظهر بيان من مجموعة من الإعلاميين والصحفيين المحليين، يؤكد بكل وضوح، أن المدينة تعيش في سلام حقيقي. الحياة هناك تجري كالمعتاد، الشوارع مليئة بالناس، والأيام تمر دون أن يشعر أحد بالضغط الأمني المزعوم.
البيان هذا يرفض رفضاً مطلقاً ما قالته قناة تلفزيون سوريا عن «فلتان أمني» و«اغتيالات»، ويراها مجرد محاولة للإرباك، بدون أي أساس يُعتمد عليه.
ويختتم بقوة: «الوضع الأمني في مدينة حماة مستقر للغاية، شأنها في ذلك شأن باقي المدن السورية، وأن الحياة فيها تسير بشكل طبيعي على مدار الساعة، دون تسجيل أي حوادث اغتيال عشوائي، أو استهداف للمدنيين».
أنا أرى في هذا البيان، ليس مجرد كلام رسمي، بل رد فعل يواجه الرواية التي انتشرت على الشاشات.
وهي تتوافق مع ما أعلنته وزارة الداخلية، التي نفت أي اضطرابات كبيرة النطاق، وأكدت أن قوات الأمن، تتعامل مع التوترات العابرة في الريف بكل كفاءة.
أتذكر تصريح قائد الأمن الداخلي في حماة، الذي قال إنهم أغلقوا الباب أمام تلك الحوادث النادرة، مثل الاختطافات القليلة، بفضل عمل دقيق ضد فلول النظام السابق، ما يجعل الصورة العامة أكثر إيجابية، بعيداً عن الانهيار الذي يصوره البعض.
يعود النازحون، والإعمار يتقدم خطوة بعد خطوة، والشوارع حية بأصوات الأطفال، والتجار والعائلات.
وما يسعدني حقاً هو فعاليات مثل مهرجان ربيع حماة 2025، الذي جمع الناس في أجواءٍ فرحة، أظهرت حماة كما هي: “قلب ينبض بالأمل والقوة”.
بالنسبة للجانب السياسي، أتذكر كيف أثارت الانتخابات الأخيرة، لمجلس الشعب السوري في أوائل أكتوبر 2025، إعجاباً كبيراً في حماة، مع مشاركة واسعة، تعبر عن ثقة حقيقية في السياسة، والاستقرار حولها.
كانت الانتخابات هادئة تماماً، مع إجراءات أمنية تجعل الجميع يشعر بالأمان، ولجان الرقابة أشادت بها كعلامة على التحسن في سوريا، وفي حماة بالذات.
ومن الوجوه الجديدة التي لفتت نظري، المهندس طارق خالد المدني، الذي فاز بمقعد عن المحافظة، ليضيف دفعة قوية للتمثيل المحلي، وللمشاريع في الإعمار والتنمية.
حوار مع المهندس طارق خالد المدني، عضو مجلس الشعب بحماة.
في حوار مع المهندس طارق خالد المدني، العضو الجديد في مجلس الشعب، الذي انتخب عن حماة، في الانتخابات الأخيرة، الذي فتح لي قلبه وروى تجاربه اليومية، كلامه ينبض بالحياة، يروي تحول المدينة إلى مكان آمن، بعيداً عن الضجيج الإعلامي، كأنه يحكي لصديقٍ عن يومه.
سؤال: كيف تقيّم الوضع الأمني الحالي في حماة ؟
«الأمان هنا في حماة اليوم شيء يجعلك تبتسم»، يقول المدني بثقةٍ، وكأنه يرى الشوارع أمامه، «تتنقل بين الأحياء في أي ساعة، حتى بعد منتصف الليل، ولا يخطر ببالك القلق».
يذكر أن الأسلحة لا تزال عند بعض الناس، لكنه يضيف سريعاً أن المدينة نجحت في الحفاظ على الهدوء، خلافاً لمخاوف السابق.
ثم يشارك قصة شخصية: «أنا مثلاً، أعود للمنزل أو أجتمع مع الأصدقاء حتى الثانية صباحاً، ودوريات الأمن تجعل كل شيء مطمئناً». ويذكر مهرجان ربيع حماة، كأفضل مثال عن الأمان والراحة التي يشعر بها سكان حماة، على وجه الخصوص، وعشرات الآلاف الذين قاموا بزيارتها يومياً خلال أيام المهرجان الناجح.
سؤال: ما هي الجهود التشريعية أو الميدانية التي تخطط لها، لتعزيز الاستقرار والإعمار في المحافظة؟
يضيء عيناه وهو يتحدث عن هذا، كأنه يرسم المستقبل بيده. «سنبدأ بإعادة صياغة قوانين الاستملاك، والإيجار، وتنظيم البناء، لتكون أقرب للواقع وأكثر عدلاً»، يشرح ببساطة، «وسنتواصل مع وزارة الإسكان، لنضع مخططات جديدة، تعيد بناء المدينة بشكل أفضل، منظم وحديث».
ويتابع: سأتابع مشاريع الإسكان الشعبي، والسكن للشباب، مع قوانين تضمن أن تصل إلى من يحتاجها حقاً، لبناء مستقبل مستقر للجيل الجديد.
سؤال: كيف تعكس انتخابات 2025 ثقة أهالي حماة بالوضع الأمني والسياسي؟
«كانت الانتخابات في حماة، ودوائرها سلسة كالنسيم، بدون أي مشكلة تُذكر»، يجيب بحماس، «وهذا يقول كل شيء عن ثقة الناس في الأمن، ورغبتهم في دعم السياسة لاستقرار أقوى».
يرى فيها إشارة كبيرة لسوريا كلها، ويخصص كلمة للمرأة: «كمرشحات، أو ناخبات، أصبحن النجمة، وهذا التطور الاجتماعي يملأني فخراً».
في الختام، حماة ليست اسم على خريطة، هي قصة حقيقية عن الفوز على الشائعات، بفضل أناس مثل طارق خالد المدني، وانتخابات أشعلت الأمل من جديد.
دعونا نثق بما نراه بعيوننا، ونترك الضجيج لمن يحبونه.