إعمار 2025.. هل يتحوّل الزّخم إلى مشاريع حقيقية؟

الفداء – زهراء كمون

شكّل معرض “إعمار سوريا 2025” الذي اختتم أعماله في دمشق مؤخراً، خطوةً مشجعةً تعكس رغبةً واضحةً في إعادة النهوض الاقتصادي. لكن السؤال الأهم اليوم، هل ستتحول هذه التفاهمات والعقود إلى مشاريع حقيقيةٍ على الأرض، أم سيبقى المعرض مجرد حدثٍ رمزي يعكس الطموح دون التنفيذ؟

الحقيقة أن نجاح المرحلة القادمة لا يعتمد على حجم المشاركة في المعرض بقدر ما يعتمد على ما بعده، أي على القدرة الفعلية في تحويل هذا الزخم إلى إنجازاتٍ ملموسة، فالمعرض كان البداية وليس النهاية.

التمويل والبيئة الاستثمارية: العقبة الأولى

رغم المشاركة الواسعة من شركاتٍ محلية وأجنبية، ما زال التمويل أكبر تحدٍّ أمام تنفيذ المشاريع الكبرى، خاصةً في مجالات الطاقة والبنية التحتية، حيث إن بيئة الاستثمار لا تزال تواجه صعوبات، وأهمها العقوبات الخارجية المفروضة.

وفي سبيل سير عجلة الإعمار بثبات لا بدّ من إيجاد حلولٍ عملية، مثل إنشاء صناديق تمويل وطنية، وتشجيع الشراكات مع دول وشركات غير متأثرة بالعقوبات، إضافةً إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة حتى تكون جزءاً من خطّة التنمية بدل أن تبقى على هامشها.

الإدارة والبنية التحتية أساس التنفيذ

تحويل التفاهمات إلى مشاريع حقيقية يحتاج إلى إدارةٍ فعالة وإجراءات واضحة.

الخبراء يرون أن إنشاء “هيئةٍ موحدةٍ للإعمار” تعمل كنافذة واحدة للمستثمرين يمكن أن يختصر الوقت والجهد، ويزيد الثقة بالبيئة الاستثمارية.

وفي المقابل، لا يمكن لأي مشروعٍ أن ينجح من دون بنيةٍ تحتية متينة، فمن من الضروري التّركيز على إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والطرقات لتكون جاهزةً لاستقبال المشاريع الجديدة.

الثقة والشفافية.. الضّمان الحقيقي للاستدامة

تُعتبر الثقة الركيزةَ الأساسية لأي عملية إعمار. فالمستثمر يحتاج إلى وضوحٍ في القوانين واستقرار في السوق، والمواطن يريد أن يرى نتائج ملموسة تنعكس على حياته اليومية.

من هنا تبرز أهمية الشفافية في عرض مراحل التنفيذ ونشر تقارير عن تقدم المشاريع. كما أن إشراك المجتمع المدني والإعلام في الرقابة يسهم في تعزيز الثقة والمتابعة الجادة.

التحديات كثيرة، لكن الإرادة قادرة على تحويلها إلى فرص

معرض “إعمار 2025” كان رسالة أمل، والخطوة التالية هي العمل الجاد لتحويلها إلى واقع، فالإعمار الحقيقي يبدأ عندما يحدث ذلك التنسيق والتعاون بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع معاً، وتتحول الخطط من أوراق إلى مشاريع تبني المستقبل وتعيد الحياة إلى الاقتصاد الوطني.