سوريا من العزلة إلى الشراكة… زيارة أحمد الشرع إلى واشنطن ترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد

رئيس التحرير ـ طلال قنطار  

تُعدّ الزيارة المحتملة للسيد الرئيس أحمد الشرع، إلى العاصمة الأميركية واشنطن الاسبوع المقبل، لحظةً فارقة، في التاريخ السياسي المعاصر لسوريا والمنطقة.

فهي لا تمثل مجرد حدثٍ دبلوماسي رفيع المستوى، بل تحولاً استراتيجياً في موقع سوريا ودورها، من دولة حاول البعض تهميشها في ظل النظام البائد، إلى شريكٍ محتمل في صياغة التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط.

هذه الزيارة، التي تأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية معقدة، يمكن قراءتها على أنها انعطاف في الإدراك الأميركي لطبيعة الحكومة السورية الجديدة، إذ يبدو أن واشنطن بدأت تنظر إلى دمشق من زاوية مختلفة، قوامها الانفتاح والاحترام المتبادل بدل سياسة الاحتواء والضغوط التي طبعت العقود الماضية.

سيحمل الرئيس أحمد الشرع، خلال الحديث  المنتظر أن يقدّمه خلال الزيارة، وفق المؤشرات رؤية سورية واضحة لموقعها في الهندسة الأمنية الجديدة للشرق الأوسط، رؤية تنتقل من منطق الصراع إلى منطق البناء، ومن الشرعية الثورية إلى الشرعية الإنجازية القائمة على الكفاءة والقدرة على تحقيق الاستقرار.

وإذا ما أُبرم اتفاق اقتصادي محدود مع واشنطن، فإنه لن يكون مجرد تفاهم مالي أو تجاري، بل تعريف جديد بالمشرق ودوره المتجدد، وتثبيت لمكانة سوريا كـ منصة توازن وجسرٍ بين الشرق والغرب، قادرة على الإسهام في بناء منظومة إقليمية أكثر استقراراً وعدلاً.

هكذا، تتحول سوريا من دولة وُصفت يوماً بالخطرة، إلى دولة ضامنة للاستقرار، ومن عبءٍ جيوسياسي، إلى ركيزة توازن إقليم، وبين الخطاب والعلاقات، بين الرؤية والفعل، تُكتب اليوم، صفحة جديدة في السياسة السورية عنوانها: الاحترام، الشراكة، والبناء المشترك.

 

المزيد...
آخر الأخبار