خطوة واعية.. التوعية بخطر الألغام سياج أمان للعائدين إلى مناطقهم

 

الفداء – دايانا بلول

يشكّل الانتشار الواسع للألغام الأرضية، في مناطق مختلفة من سوريا، واحداً من أخطر التحديات التي تواجه المدنيين العائدين إلى بيوتهم، إذ لا يقتصر أثرها على تهديد الأرواح، بل يمتدّ ليقوّض مساعي التنمية وإعادة الإعمار، ويقيّد الحركة في الريف والمناطق الزراعية.

وتُظهر التقديرات، أن الألغام تسبّبت خلال السنوات الماضية، بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والمزارعين، فيما حُرم كثيرون من استثمار أراضيهم، أو العودة إلى حياتهم الطبيعية، الأمر الذي فاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في المناطق المتضررة.

وتتجلّى الآثار المدمّرة للألغام، في ما تخلّفه من إصابات بشرية، وتعطيل لمشاريع التنمية، ومنع استثمار الأراضي الزراعية، إضافة إلى إعاقة عودة المهجّرين إلى منازلهم وأراضيهم، وتقييد حرية الحركة، خصوصاً في الأرياف والمناطق الزراعية، التي تعتمد على الزراعة والرعي، كمصدر أساسي للعيش.

ولتفادي وقوع حوادث جديدة، تؤكد الجهات المختصة، ضرورة تحديد المناطق المشتبه بها، ووضع إشارات تحذيرية واضحة، والامتناع عن لمس أي جسم غريب، والالتزام بالطرق الآمنة بعيداً عن الحقول غير المطهّرة، مع الإبلاغ الفوري عن أية أجسام مريبة، للجهات المختصة، أو فرق الهندسة.

ويُعتبر نشر التوعية المجتمعية حول مخاطر الألغام، الركيزة الأهم للوقاية، إذ تسهم المعرفة بخطورتها، في حماية الأرواح، وتجنّب المآسي، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، كالأطفال والمزارعين.

فالأطفال، يُنصحون بتجنّب اللعب في المناطق غير المعروفة، أو المقفرة، وعدم لمس أي جسم غريب، وإبلاغ الكبار أو الفرق المختصة فور ملاحظة أي شيء غير مألوف.

أما المزارعون، فيُطلب منهم الامتناع عن زراعة الأراضي المشكوك بتلوثها، والتعاون مع فرق إزالة الألغام لتحديد المناطق الصالحة للزراعة، ومنع الماشية من الرعي في الأماكن المشتبه بها.

في النهاية، تبقى الوقاية عبر الوعي، هي السياج الحقيقي للأمان، وخطوة أساسية نحو عودة آمنة، وحياة خالية من الخطر، وبداية جديدة تُمهّد لإعمار الأرض والإنسان.

#صحيفة_الفداء

المزيد...
آخر الأخبار