كلمة الرئيس أحمد الشرع خلال فعاليات قمة رؤساء الدول والحكومات ضمن الدورة الثلاثين لمؤتمر قمة المناخ “COP30
الفداء_أحمد العلي
ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع، كلمة خلال فعاليات قمة رؤساء الدول والحكومات، ضمن الدورة الثلاثين لمؤتمر قمة المناخ “COP30″، المنعقد في مدينة “بيليم” البرازيلية.
وبحسب ما جاء في الكلمة، واجهت سوريا خلال السنوات الماضية، تحديات بيئية مركّبة، تراكمت آثارها على الإنسان والموارد.
وأضاف الشرع: “إن غابات الأمازون تعدّ رمزاً للحياة على كوكبنا، ومؤشراً حيّاً على الترابط العميق بين الإنسان والطبيعة، ومن هنا نجدد التزامنا المشترك بحماية بيئتنا ومناخنا لمستقبل آمن ومستدام لشعوبنا”.
وأوضح الرئيس الشرع، أن الجمهورية العربية السورية، التي كانت يوماً واحة تغنّى بها الشعراء، واجهت خلال السنوات الماضية، تحديات بيئية مركّبة تراكمت آثارها على الإنسان والموارد معاً.
وأشار إلى أن حركات النزوح الواسعة، خلال سنوات الحرب، أدت إلى ضغط إضافي على الموارد، مؤكّداً، أن رؤيتنا الطموحة تتجلى في خططنا لإعادة الإعمار، والتعافي التي بدأنا تطبيقها، وعملنا على ترجمتها إلى سياسات وبرامج ومشاريع عملية.
وأردف الشرع: “إعمار الأرض واجب على البشرية، ولكن بغير تعدّ على الطبيعة. وقد وصل التغيّر المناخي اليوم إلى ذروته، فعاشت سوريا هذا العام موجة جفاف لم تعرفها منذ أكثر من ستة عقود.
وقال رئيس الجمهورية العربية السورية: “جئنا إليكم اليوم، مدركين حجم التحدي الذي تعيشه سوريا، لكننا مؤمنون بأن التحديات مهما عظمت، فإن إرادة الشعوب قادرة على تجاوزها حين تتوحد حول هدف نبيل، ورؤية طموحة، وخطة واضحة، وهو ما نقدمه لإعادة الإعمار بما يعيد تعريف العلاقات بين الإنسان والعمران، ويؤسس نظاماً بيئيّاً مستداماً”.
وأشار إلى أن “التحديات الجسيمة، تولد معها الفرص الثمينة، ولذا فإننا ندعوكم للاستثمار في سوريا ضمن قطاعات الطاقة المتجددة، والمدن الخضراء المستدامة، والمشاريع الرائدة الاستثمارية، التي تحميها وترعاها وتضمنها الدولة”.
وتابع: “اليوم نُجدد التزامنا الكامل بالاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ التي نجتمع لأجلها اليوم، وسنعمل فوراً على تقديم بلاغاتنا ومساهماتنا المحددة وطنياً بما يتوافق مع المعايير العالمية”.
وفي سياق وجودنا اليوم في قلب الأمازون النابض بالحياة، فإننا ندعو إلى مدّ أواصر التعاون من الأمازون إلى بردى والفرات، ضمن إطار التعاون المتين بين الدول، وتعزيز مكانة الدول النامية التي تقودها اليوم البرازيل بكل جدارة.
وختم الشرع كلمته مستشهداً بآية من القرآن الكريم : «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وقد نهانا نبينا الكريم عن قطع الأشجار حتى في الحرب، وقال: “لا تسرف ولو كنت على نهر جار”. وإعمار الأرض واجب على البشرية، لكن بغير تعدٍ على الطبيعة. فالهواء والماء والأشجار مشتركات للبشرية جمعاء، والحفاظ عليها واجب جماعي في عيش مستدام وآمن.