الفداء – فيصل المحمد
تُعدّ تربية النحل في منطقة الغاب من الأنشطة المنتشرة بشكلٍ واسع، بفضل المقومات الطبيعية المثالية لمناحل مستقرة ومنتجة تشكل مصدر رزق لآلاف العائلات.
وبحسب دائرة النحل في هيئة تطوير الغاب، بلغ عدد خلايا النحل نحو 42 ألف خلية وفق إحصائية عام 2024، وتراجع العدد إلى 32 ألف خلية في استقصاء أُجري خلال حزيران الماضي، فيما بلغ عدد المربين 1188 مربياً ضمن نطاق إشراف الهيئة.
تتركز النسبة الأكبر من النحّالين في شطحة وعين الكروم نظراً لطبيعتها الجغرافية المناسبة.
وأوضح مصدرٌ في دائرة النحل أن الكوادر الفنية في الهيئة تنفذ ندواتٍ ودوراتٍ لتوعية المربين بطرق التشتية الصحيحة، والكشف المبكّر عن الأمراض والآفات التي تصيب المناحل ومعالجتها بالوسائل المناسبة.
تشمل أبرز إجراءات التشتية إزالة الإطارات الزائدة، ومعالجة النحل من الأمراض، وتقوية الطوائف الضعيفة، والتأكّد من وجود مخزونٍ كافٍ من العسل بما يتناسب مع كثافة النحل.
كما يُنصح برفع الخلايا عن الأرض بمعدل 25 إلى 30 سم، وتمييلها نحو الأمام، ووضع عازل فوق الأغطية وتضييق فتحات الخلايا، مع استخدام مواد عازلة كالفلين لتقليل الفراغات داخلها.
وبيّن المصدر أن من أبرز الأعداء الحيوية للنحل في المنطقة هو الدبور الأحمر، الذي يُعد العدو الأكبر للمناحل، إذ تنتشر ملكاته في نيسان وتبلغ ذروة نشاطه في آب وأيلول، حيث يهاجم الخلايا ويتسبب بموت الطوائف الضعيفة.
وتتم مكافحته بالقضاء على أوكاره واستخدام المصائد والمبيدات والطعوم السامة.
كما يُعدّ طائر الوروار من التحديات التي تواجه المناحل، خصوصاً في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تفتقر للغطاء النباتي، حيث يعتمد على خلايا النحل كمصدر رئيسي لغذائه.
وتتعرض منطقة الغاب لأسراب الوروار المهاجرة في الشهر العاشر، وتتم مكافحته باستخدام المدافع الصوتية وتكليف حراس خلال مواسم الانتشار.
وأشار المصدر إلى أن عثة الشمع تنتشر نتيجة ضعف التغطية النحلية للأقراص الشمعية، ما يؤدي إلى تدمير الإطارات والعسل وخسارة الخلايا الضعيفة.
ويتم تجنبها بالحفاظ على خلايا قوية وإزالة الإطارات الزائدة ومعالجة المصابة.
أما طفيل الفاروا فيُعد الأخطر على النحل، إذ يهاجم الحضنة في مرحلة العذراء ويمتص دم النحل، ما يسبب ضعف الطوائف وتشوه الأجنحة والشلل وقصر العمر.
وأضاف إلى أنه يُكشف عن الإصابة من خلال جمع كمية صغيرة من النحل ورجّها في عبوة تحتوي على سكر مطحون لفصل الطفيليات عنها، وتتم المعالجة بمواد طبيعية كالزعتر والشيح والقرفة أو بالتدخين بأوراق الزعتر والكينا إضافة إلى الشرائح الدوائية الخاصة.
وسجلت الدائرة مؤخراً انتشار مرض “النوزيما” الذي يؤدي إلى انهيار الطوائف بشكل كبير خاصة في فصل الربيع بسبب التربية المكثفة واستخدام النحل المستورد، ما يسبب خسائر فادحة للمربين.
تتم الوقاية منه بإضافة الأعشاب والشيح إلى التغذية، وتربية سلالات مقاومة للمرض.
ويواجه مربو النحل في الغاب تحدياتٍ عديدة أبرزها ضعف الدعم المادي، وشح المراعي، وصعوبة التنقل بسبب الجفاف والحرائق وتغير النمط الزراعي، إلى جانب الاستخدام العشوائي للمبيدات الضارة، ما ينعكس سلباً على إنتاج العسل واستمرارية تربية النحل في المنطقة.
# الفداء