زيارة واشنطن.. سوريا تثبّت حضورها وتعيد رسم ملامح سياستها الخارجية

رئيس التحرير ـ طلال قنطار  

تشكّل زيارة، السيد الرئيس أحمد الشرع، إلى واشنطن محطةً مفصلية في مسار السياسة الخارجية السورية، بما حملته من مؤشراتٍ عميقة على انتقال دمشق من مرحلة ردود الأفعال إلى موقع الفاعل الدولي القادر على المبادرة وبناء الشراكات الاستراتيجية.

لقد جاءت الزيارة في توقيتٍ بالغ الحساسية، لتؤكد أن سوريا الجديدة باتت تعتمد في حركتها السياسية على ركائز الدبلوماسية الوطنية ومبادئ المصلحة العامة، بعيداً عن الانغلاق أو المقاربات الأمنية والعسكرية التي طبعت مرحلةً سابقة.

وقد شدّد السيد الرئيس خلال لقاءاته في العاصمة الأميركية على أن السياسة السورية تنطلق من أولويات وطنية تسعى لتحقيق التنمية والاستقرار، وضمان السيادة الكاملة للدولة السورية على أراضيها، إلى جانب تعزيز التعاون في الملفات الإقليمية والدولية.

هذه الرؤية المتوازنة نقلت سوريا إلى موقع الدولة القادرة على تقديم نموذج ناجح في الشراكة والتنمية، وفتحت الباب أمام إعادة بناء العلاقات المؤسسية مع كلٍّ من روسيا والولايات المتحدة، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.

ورغم الانتقادات التي صدرت عن بعض الخبراء والمحللين، فإن دمشق تدرك بدقة طبيعة التجاذبات السياسية في واشنطن، وتتعامل معها بمرونةٍ وحكمةٍ تضمن حضورها الفاعل على الساحة الدولية.

فاللقاء لم يكن بروتوكولياً، بقدر ما كان ترسيخاً للوجود السوري ضمن معادلةٍ جديدة تتجاوز الشخصيات السياسية نحو بناء علاقات مؤسساتية مستقرة تصبّ في مصلحة الوطن العليا.

كما أن احتمال انخراط سوريا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، ويمنح دمشق موقعاً محورياً في محاربة الإرهاب، ويُسهم في سحب الذرائع لأي وجود أجنبي غير مشروع على أراضيها، تأكيداً لسيادتها واستقلال قرارها الوطني.

بهذه الخطوات، ترسم سوريا ملامح مرحلةٍ سياسية جديدة قوامها الدبلوماسية النشطة والبراغماتية المتزنة، وتعيد تثبيت حضورها في المشهد الدولي من موقع الثقة والمسؤولية، واضعةً نصب عينيها مصلحة الوطن والعيش الكريم للمواطن السوري فوق كل اعتبار.

المزيد...
آخر الأخبار