حديث المرأة .. براعة و فن

 

•بقلم راميا الملوحي
لحديث المرأة وقع سحري في نفوس الآخرين ويتنوع حديث المرأة .. فهناك النجوى .. والتحاور.. والتناور.. وهناك المساجلة .. والمطارحة.. والسلوى.. والمؤانسة.
وكذلك النقد الأدبي والبلاغة, والشعر, وغير ذلك من ضروب الكلام.‏
فمهما تنوع الحديث وعلا فإنه يحدث في الرجل إحساساً يساعده على رفع معنوياته وشحذ فكره وإكسابه الشجاعة والإقدام وإعطائه الدواء الشافي لكل داء ومنحه شعوراً برجولته وكرامته.‏
للحديث فن تلتزم به المتحدثة فلا ترفع صوتها فوق صوت زوجها, ويكون صوتها بين أولادها وسطاً وفي مجتمعها مسموعاً يطرق آذان الناس, وينبغي أن يكون الكلام واضحاً يسمعه السامع بأحرفه وكأنها تعد عداً أو ترتل ترتيلاً.. فإن المرأة المحدثة تملك قلب من حولها.. وببراعة حديثها تستطيع إنقاذ الكثير من الأرواح.‏
فإذا عدنا إلى الوراء آلاف السنين أو قروناً تمثل أمامنا نساء عظيمات لهن شأنهن في التاريخ.. هذه كليوبترا ملكت قلب أنطونيو بذكائها وحسن حديثها وهذه شهرزاد التي أنقذت بنات حواء من فتك شهريار بحديثها الممتع الذي سلب منه كل أنواع الشر واستمع إليها بكل أحاسيسه وشعوره فوثق بها واطمأن إليها فانقلب من فاتك إلى إنسان.‏
فالمرأة المتحدثة تملك قلوب كل من حولها إذا أحسنت الحديث.‏
تقول الأديبة وداد سكاكيني في كتابها ( إنصاف المرأة) إن لحديث المرأة في نفس الرجل مهما كانت ثقافته مشحذة لفكره ورهافه لذوقه وشعوره بل هي سلوى له..‏
ومؤانسة فكيف إذا كان الحديث من مثقفة لبقة تُحسن التحاور والتنادر.. وتتقن.. المساجلة ….! وتقول أيضاً : فكم غلبت بلاغات النساء في الحديث كل خليفة داهية.. مثل ما كان من هند بنت عتبه.. وليلى الأخيليه, وأسماء وعائشة ابنتي الصديق.. وولادة بنت المستكفي, تلك التي سحرت ألباب العظماء والشعراء بسرعة البديهة والذكاء وبراعة النقد والأدب..‏
وإذا ذكرنا هؤلاء لمعت في الخاطر مجالس حافلة لسكينة بنت الحسين.. وعطائها فكانت تنتقد الشعراء, وتجزل لهم العطايا فذاع صيتها في الحديث وفصل الخطاب ومي زيادة كانت استهلالة فنية من النساء اللواتي اشتهرن في ضروب الحديث..‏
وعلى المرأة في عصرنا, كي يكون لحديثها أثره الإيجابي أن تتصف بصفات أهمها:‏
ـ أن تكون متعلمة ومثقفة, فإذا كانت جاهلة لم تستطع مهما أوتيت أن تبرع في التحدث, لأن الثقافة الواسعة تعطي المرأة قوة الحديث وفصاحة البيان.‏
ـ أن يكون حديث المرأة صادقاً هادفاً وإلا اعتبر الكلام لافائدة منه لأن الحديث كالدواء يشتمل على عناصر معينة تفيد في أمور معينة.‏
ـ أن يكون .. حديثها في الخير لا في الشر, وفي السعادة لا في التعاسة,وفي راحة النفس لافي تعبها.‏
أي أن تكون متفائلة .. رقيقة…. شفافة…. فالمرأة في عصرنا هذا المحور الذي يتركز عليه المجتمع وهي خليته الأولى فهي ترفع بأخلاقها و ثقافتها شأن بيتها و مجتمعها إلى أعلى مستويات النجاح .

المزيد...
آخر الأخبار