▪ازدهار صقور
يشدك حين تتجول في قرى ريف مصياف منظر مجموعة من كبار السن وقد تحلقوا على شكل دائرة حول لاعبين يتبارون في لعبة المنقلة ، وهي لعبة تراثية
وتعتبر أقدم لعبة لوحية في العالم، وهي معروفة في جبال الساحل السوري و أغلب ممارسيها من كبار السن.وتدعى في بعض الأحيان بـ”لعبة المتقاعدين”، وهي تحتاج للذكاء كما هي حال “الشطرنج”، واستُوحيت كلمة “منقلة” من فعل نقل الحجر، أي تحريكه من حفرة إلى أُخرى على لوح الخشب، هي لعبة تتكون من 98 حجراً موزعة على 14 حفرة، تتوسط قطعة الخشب في كل خانة منها سبعة حجارة، وعادة ما تجمع حجارتها من أطراف الوديان كون ملمسها عادة ما يكون ناعماً وأملس.
يقول العم ابو احمد :
لعبة “المنقلة“ تجمع الأصدقاء والاحبة وتقام لها مباريات فالخاسر يتنحى لياتي شخص اخر ويخوض لعبة جديدة ، ويغلب على لاعبيها روح التحدي والمناقسة ، كما انها ملاذًا ممتعًا لتبادل الأحاديث والترثرة أثناء اللعب، وأما اليوم فقد أصبحت رفيقة درب كبار السنّ والمتقاعدين وملاذًا لهم من ضجرهم
قوانين
وكما لكل لعبة قوانين فكذلك للعبة المنقلة قوانينها الخاصة على اللاعب الالتزام فيها
وفيما يتعلق بطريقة اللعب، فإن “الحجارة توزع على الـ14 حفرة بحيث يكون في كل حفرة سبعة أحجار، ومن ثم تجرى القرعة لمعرفة البادئ باللعب، ليبدأ الأول بأخذ الحجارة من إحدى الحفر، ووضع حجر في حفرة باتجاه عكس عقارب الساعة، فإذا انتهى من الحفر التي تخصه ينتقل إلى حفر خصمه، وعندما ينتهي من توزيع حجارة حفرته يبدأ اللاعب الثاني بالطريقة ذاتها.. ومع الاستمرار في اللعب يصبح عدد الحجارة في كل حفرة متفاوتاً، حيث يقوم كل لاعب أثناء لعب زميله بعدّ الحجارة في كل حفرة من الحفر التي تخصع لتوزيعها بشكلٍ مناسب، وبعملية حسابية ما يستطيع معرفة الحفر التي سيبدأ بتوزيع حجارتها من أجل الربح، وإذا وصل لاعبٌ في نهاية التوزيع إلى حفرة فيها حجر واحد، بحيث لو أضاف إليها حجراً آخر في يده لأصبح في الحفرة حجران، فإنه يربح الاثنين، سواء أكان ذلك في حفرة تخصه أم تخص زميله، فيما يربح اللاعب أيضاً إذا انتهى إلى حفرة فيها ثلاثة حجارة، بحيث لو أضاف لها حجراً آخر في يده تصبح أربعة، أو كما يقال (طورة)، وهنا يربح الحجارة الأربعة، وهكذا.. واللاعب الذي يربح أكبر عدد من الحبات في الحفر نهاية اللعبة يعتبر فائزاً