استوقفني موقف حصل أمس في دائرة الصحة العامة التابع لمديرية صحة حماة لأحد ذوي مرضى السكري الذي جاء يشكو فقدان فلاكونة طفله ( علبة الأنسولين) حيث تعرضت للكسر وفقدان مابداخلها من دواء وبعيونه ألف غصة لعدم قدرته على شرائها من القطاع الخاص بسعر15 ألف ليرة وبغض النظر عما حصل وتبرع أحد الأطباء بشرائه له على حسابه وجبر خاطره والموقف الإنساني النبيل إلاّ أن العبرة أنه ومنذ تطبيق نظام الربط الشبكي الخاص بمرضى السكري منذ عام ونصف يتم معرفة صرف الأدوية بالعدد وبالتالي فإن المريض لايستطيع صرف علبة الأنسولين إلا لمرة واحدة كل 21 يوماً وإذا تم فقدانها لسبب أو لآحر فهو وحده يتحمل هذا الإهمال ومطالب بشرائها على حسابه الخاص وتحمل التكاليف المالية التي يكون عاجزاً عن تأمينها كما حصل مع المواطن المذكور وبحسب قول الدكتور سعد شومل رئيس دائرة الصحة العامة فإن هناك على مستوى المحافظة أكثر من 8500 مريض سكري يعتمدون على دواء الأنسولين وقد تم بتطبيق نظام الربط الشبكي مع وزارة الصحة ضبط هدر بنسبة 20 بالمئة من الأدوية التي كان المريض للأسف يذهب إلى أكثر من مركز صحي للحصول على الأنسولين لأكثر من مرة وبالتالي كان ذلك عبئاً إضافياً على الوزارة
إن تطبيق هذه التجربة منعت هدر الأدوية ونظمت العمل وبالتالي جعلت دواء السكري يصل إلى مستحقيه بعيداً عن الطرق الملتوية وبالتالي يجب على الدوائر الأخرى الاستفادة من تجربة الصحة لمنع الهدر وتنظيم العمل.
محمد جوخدار