ويمضي الرحيل بنا مسرعآ دون وجهة ، لايكفكف عثراتنا ولايربت على قلوبنا، لايقف في انتظارنا، يتجاوزنا ليبقى.
* * *
يمرون بخطى من عبير الأماني ، كم كنا نود لو ألقينا الوصية الأخيرة على حرم ذكرياتنا معهم ؟
* * *
هو يواجه الفراق بحروف مرصعة بذهب القصيدة لاعزاء ولاحداد كعادته يجلس مع أوراقه ويعترف لها بتداعيات الفاجعة التي حلت به حتى لايشعرهم أنه غدا هشآ ضعيفآ لاحول له ولاقوة.
* * *
يتقمص أرواحهم بالغياب ويتكلم باسمهم في محافل الهوى ومؤتمرات رحيل القلب مقابل عودتهم ويندد بكل أشكال الرحيل.
* * *
غصة منها آخ لاتبقي ولاتذر دون أن تجد سبيلآ على أبواب مغادرتهم بينما هم يعدون حقائبهم ويبرون ذممهم تجاه المكان هو يحصي كم الفرح الذي سيتبعهم والخسارات التي سيمنى بها وحده.
* * *
أخذوا كل شيء المكان والربيع وتركوا له نوبات الحنين والفقد وذاك الأنين الصامت الذي رافق فيضان الدموع على كل الطرق التي شهدت مرورهم.
* * *
ليس سهلآ ياصاح
أن تفقد ذراعيك في فراق خلبي اصطنعته لنفسك سرآ لا يليق بهم ولابشاعريتك المفرطة وأحاسيسك المرهفة التي تقول مالايقال من تفاصيل نبيلة
أن تطارد اللحظات في سباق مع الجمال لتلتقي بهم على حافة الماضي وتعيد كل شيء كان من ذاك الكلام المطرز بحرير الشوق وعذب المعاني وتفاصيل الحضور الشهية على القلب والروح
أن تحتفظ بمشاعرك المرهفة طوال هذا الوقت و أن تنقصك الشجاعة لتخبرهم أنهم كل شيء وأنك دونهم لاشيء .
أن تغادر أناك معهم وتعود بلا أنت .
* * *
نحن نقول بعكس مانخفي لانتصالح مع دواخلنا ، لسنا صادقين فيما نقول ، لسنا نحن ، وهنا تضيع أجمل الأماني ؛ لنقل مايجب قوله كل مافي صدورنا ألانخفي جميل البوح فالحياة قصيرة وللكلمات صلاحية كما نحن.
حسين الحجي.