إرث الآباء والأجداد لايزال ماثلاً في مختلف تفاصيل حياتنا المعاصرة رغم كل ما تشهده من تطور في جميع الأصعدة والمجالات وإحدى مفردات هذا الإرث مكنسة القش التي تأبى الاندثار ولها استخداماتها في كثير من البيوت رغم ظهور الآلات والمعدات الحديثة البديلة لها .
ابو إسماعيل صاحب ورشة لتصنيع مكانس القش في حي الحميدية بحماة قال للفداء: إن المقشة أو المكنسة أو المشباط حسب اختلاف مسمياتها تعود صناعتها إلى عصور قديمة جداً وقد ورثها عن آبائه وأجداده واعتاد هو وإخوته على تصنيعها يدويا بشكل كامل ولاتزال حتى يومنا هذا تلقى طلباً من قبل بعض ربات المنازل اللواتي يفضلنها عن المكنسة البلاستيكية لأنها اقوى وذات فعالية أكبر فضلاً عن انها أكثر ليونة وأسهل استعمالاً.
وعن مراحل تصنيعها أشار أبو اسماعيل إلى ان مكانس القش تعتمد على نبات الذرة أو المكنس والذي يجري زراعته على ضفاف نهر العاصي وبعض البساتين في مطلع شهر نيسان من كل عام و قطافه في مطلع شهر آب ومن ثم تنظيفه وتجفيفه وتحضيره لتصنيع المكانس التي لها عدة قياسات كبيرة ومتوسطة وصغيرة .
أبو بشير حرفي في تصنيع المكانس ذكر أن هذه المهنة شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات الماضية نتيجة تطور صناعة المكانس البلاستيكية ورغم كل ذلك لايزال هناك زبائن لهذه المنتجات الأمر الذي يشجع حرفييها على المضي قدماً في إنتاجها على الرغم من مردودها المادي المحدود باعتبارها تراثا يتوجب الحفاظ عليه.
وأوضح أبو بشير أن هذه الحرفة اليدوية لا تحتاج سوى أدوات بسيطة بدائية كالمطرقة الخشبية والمسلة والخيطان والقالب وصولاً إلى إنتاج مكانس جميلة لافتاً إلى أن طريقة تصنيعها وإنتاجها هي نفسها التي كانت دارجة منذ مئات السنين ما يدل على أن تصنيع مكانس القش هي حرفة عريقة تمثل إحدى رموز ومفردات تراثنا العربي الأصيل .
حماة ـ عبد الله الشيخ