باللغة المجازية كثيراً مانطلق على الأشياء تسميات نشبهها بشيء يوحي بصفاتها مثل (شعرها كسواد الليل، أو خديها بلون التفاح)
وكثيرا مانردد تعابير نطلقها على طباع أو صفات الشخص المعني تشبه مذاق الأطعمة ..
فيقال إن فلاناً حلو الكلام ، والحلو لطعم السكر.
عذب المحيا والعذب من صفات الماء ونقاوتها
كما يقال عن شخص صعب بأنه حاد الطبع او حاد المزاج…والحد كناية لحد السكين أو ربما يقال عن بعض مذاق الأطعمة حادة غير حارة..
ويطلق على من ينظر للناس بالحاقد والحاسد بأن وجهه سمّاوي كناية عن السم الذي يقتل..
وهناك مثل يقال على من يستقبل الناس بجفاصة ووجه عابس بأن (وجهه يكب صحن اللبن..)
فكثيراً مايخترع الإنسان كلمات مجازية يطلقها للتعبير عن حالة ما…
فكلمة خفيف الظل أو خفة الدم كناية عن الشخص الذي مجلسه يفرح القلب ووجوده مريح للآخر..
وكلمة (سَلِسْ) تشبه كما لو قلنا عذب المحيا فالسلس كلمة تطلق عن جريان الماء العذب بانسياب على سفح جميل من الأحجار الناعمة فيمشي الماء بسلاسة ويسر دون أي عائق بدربه.. مايدل على صفات الانسان الجميل الهادئ المتوازن..
وكم نجد أشخاصاً سريعي الحركة والعمل ليقال عنهم (فلان ناري) أي لايهدأ لايكل من العمل وقوي…فالنار سريعة وقادة متوهجة ..منظرها جميل ومخيفة ودافئة ولكن إن زادت عن حدها ستأكل كل مابطريقها..
وبالعكس فهناك أشخاص بليدين جداً والتعامل معهم مزعج من كثرة بطئهم الشديد فيقال (إنه بارد جداً)..
وخير الأمور أوسطها..
ونلاحظ أن من يتحكم بضبط أعصابه وقت الشدة دليل على ذكاء الإنسان وحكمته فيفرض الموقف هنا برودته وكبح غضبه.. فالمواقف تفرض أحياناً على الإنسان أن يتلوى معها ..
إنها بالفعل كلمات معبرة وكل إنسان يختلف عن غيره من خلال طريقة حياته وتربيته وحتى أن المكان يؤثر كثيراً في طباع البشر سواء كان منطقة باردة أو حارة أو منطقة سهلية أو جبلية فكل مكان يطبع في الإنسان مواصفات يتأقلم بها مع منطقته.
* جنين الديوب