يستفيد الطفل بشكل أفضل وأمثل كلما بدأ باكراً بالانخراط بمجتمع روضة الأطفال, فلا يجب الانتظار حتى سنواته الخمس الأولى من عمره, لأنه بهذه الحال يجتاز المرحلة الأهم في حياته في تكوين الشخصية الأساسية ورسم الملامح الأولى في تلك الشخصية التي تحدد كل المكتسبات الاجتماعية فيما بعد.
ضرورة الروضة عند ابتعاد الأهل
دلال محمود (مخبرية) تقول: بحكم عملي اضطررت إلى إرسال طفليَّ إلى الروضة ولساعات طويلة أي من الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الثالثة مساء, أي إنهم يبقون في الروضة أكثر مما يبقون بقربي, لذلك أحاول أن أوصل الأفكار التي أريد أن يتعلمها طفليَّ عن طريق معلمي الروضة, فهم يتربون تربية كاملة بعيداً عن المنزل, فنشأة الأطفال ستكون مرتبطة بالروضة جيدة كانت أم سيئة.
تأخر
جمانة صليبي -مدرسة تقول: ابنتي في الخامسة من عمرها ولم أرسلها حتى الآن إلى الروضة خوفا عليها من التقاط الأمراض أو همجية الأولاد أحيانا كما أن بعدها عني سيكون صعباً علي وعليها, سأرسلها إلى المدرسة عندما تبلغ السن القانونية وبذلك أكون قد وفرت عليها سنوات ستقضيها بالروضة دون جدوى.
اكتساب مهارات
أمينة قاسم (ربة منزل) تقول: منذ أن دخل ابني الروضة تعود على أن يودعني على أمل لقائي بعد ساعات عدة من دون أن يغوص في نوبة من البكاء والصراخ , كذلك أصبح أكثر قدرة على التأقلم مع الآخرين وأكثر استقلالية وأكثر ثقة بنفسه كما أنه أصبح أكثر هدوءا لأن نظام الروضة وقوانينها تحتم عليه الجلوس والاستماع للمعلم كما أنه تعلم المشاركة واللعب مع الأطفال الآخرين وتخلص من الأنانية التي كانت تستحوذ عليه قبل دخوله الروضة إذ كان يجن جنونه عندما يقترب منه أحد الأولاد للعب معه.
أهل الاختصاص
ديمة وطفة (اختصاصية علم النفس) قالت: الروضة مهمة جدا في تعليم الطفل أسس العلاقات العامة مع الآخرين التي تعتمد جداً على القدرة على التعبير بشكل جيد, من هنا فإن الطفل يتعلم كيفية المشاركة في الحوارات والتعود على الربط بين فكرتين في جملة واحدة لتنظيم عملية التفكير فيصبح مثلاً قادراً على أن يقول:(أريد أن أذهب إلى الباحة لألعب المرجيحة) ومن خلال الأغاني يتعلم الطفل ثقافة المحبة والنظافة والترتيب فأغاني الأطفال تحوي الكثير من الأفكار القيمة التي يحملها معه إلى أن يكبر.
أصول التعامل مع المحيط
كما أن الطفل يتعلم عملية التواصل مع الشخص الآخر من خلال الإصغاء والاستماع لما يقوله المعلم والأطفال حوله وبذلك تتعزز مهاراتهم اللغوية , أما عن الأنشطة الجماعية فيتعلم الطفل من خلالها التعاون مع الآخرين والمهارات الإدراكية ومراقبة الأشياء وملاحظة الفروقات واكتشاف سر حصول الأشياء مثل الفعل المسبب وتأثيره كذلك سوف يتعلم التفكير بشكل منطقي إذ سيتمكن من تصنيف الأشياء وفق حجمها أو لونها وسوف يفهم مبدأ تسلسل الأحداث وتعداد الأرقام واستيعاب مبدأ الوقت.
التأثر بالمدرس
ولدى سؤالنا عن دور المعلم في الروضة , قالت: إن شخصية المعلم هي أول ما يتعامل معه الطفل في المدرسة فإن هو أحب المعلم أو المعلمة فسيأتي في اليوم التالي مندفعاً وسعيداً أما إن كان العكس فسيأتي مرغما وهنا أؤكد على دور المعلم في استيعاب كل طفل على حدة لأن الطفل عبارة عن عجينة لينة نكونها كيفما نشاء وبذلك يكون مهيأ لعملية التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم وبناء الشخصية القادرة على التصرف في محيط جديد واتباع أنظمته وقوانينه بهدف إعداده لمواجهة الواقع اليومي والحقيقي.
المحرر
حسن الأداء يتطلب أن يحضر المعلم دورات باستمرار ليطّلع على آخر المستجدات في تعليم الأطفال إذ إن هناك أساليب حديثة تساعد الطفل على فهم المواد الدراسية مثل الرياضيات وغيرها لاحقا كأن يقوم المعلم مثلاً بتعليمه ترتيب دمى الحيوانات من الأصغر إلى الأكبر حجما ,إضافة إلى أن المعلم الذي لديه وعي وانفتاح يستطيع أن يقدم أنشطة مختلفة للأطفال وبذلك يخصص أماكن معينة لذلك ويترك للطفل حرية اختيار النشاط الذي يرغب القيام به من أجل تعزيز النزعة الاستقلالية عنده ومده بالحماسة اللازمة لطلب العلم وبذلك تكون رياض الأطفال محطة مهمة لا غنى عنها في حياة الطفل وخطوة تؤسس لحياته المستقبلية الدراسية القادمة. شريف اليازجي