ودّع الناس عام (2018) الذي انفرط عقده انفراطاً أبدياً لايعرف الرّجعة, وباشروا خطوات جديدة على درب العام الوليد (2019) وفي المرحلة الانتقالية شهدت الأسواق صخباً والتهاباً في الأسعار كما هي العادة مع فارق واحد هو:
الزيادة الفاحشة والملحوظة بين سنة وأخرى.؟
كَدَأبها, وجرياً على عادتها لاتريد الأسواق الهدوء, ولايرضيها الرّكون, ولاتعرف ولاتتعرّف على ضوابط وكوابح وسلوكيات وروادع وتعامل يؤدي إلى شيء من الاستقرار، وذلك كلّه بفضل الجهابذة القائمين على إدارتها, الذين يقفون بحزم وشكيمة خلفها.!
الأسواق تأبى السوانح, وترفض إفلات الفُرَص.. أكثر من ذلك, هي تخلق السّانحة وتبتدع الفُرصة, وتنتهز حتى البارقة لاستغلالها أكمل, وأبشع استغلال.. كيف لا وهي التي تجيد فنون الكمائن, وإبداعات التّربص!
الآن .. جاهزيتها قصوى.. واستعداداتها عُلْيا لمناسبة من ابتكاراتها , وقد جعلتها عيداً, وأطلقت عليه إسماً فكان:
عيد الحب.. أو عيد الـ ( فالنتاين)، وأضحى ( فالنتينو) يوماً عالمياً مأثوراً , وعيداً كونياً مشهوراً.. ومن يرفض الحب ( النقي)، ومن يُهَلّل , ويُطَبّل, ويُزَمّر , ويرقص نشوةً وطرباً لحبّ ( نظيف)..؟
وجعلوا للعيد سِمةً بارزة ( لوغو)، ودمغةً مايزة, وصبغوه باللون الأحمر الشموليّ لكل مايلوذ به انطلاقاً من البطاقة الخاصة بالتهاني والأماني والعواطف , وانتهاءً بالدّبّ ( الهدية) الأحمر.. وبينهما الورود, والقلوب , والوسائد, والعطور, والأرانب, والعصافير, والزرازير, والقبّعات , والأحذية, والساعات، و.. حتى أوراق صرّ ولفّ الهدايا كلها يطغى عليها اللون الأحمر, ومطلوسة به.!
مع جنون الرَّبْع .. وحيث لاينفع العقل، من الواجب وضع الرأس بين الرّؤوس .. والمشاركة الي يرافقها ضعف الإمكانات والفلوس.. ولتكن البداية من رسالة إلى الحبيبة مكتوبة على ورقة حمراء, وبقلم حبره أحمر, وتقول فيها:
تحية حمراء.. وبعد.
أجمل التهاني الحُمْر, والأماني الحُمْر، في العيد الأحمر, لك ياحبيبتي الوردية , ياذات الخدود الرّمّانية, والشفاه الجلّنارية، ( نسبة إلى زهر الرّمان)، والنّظرة القرمزية, والدّماء الحمراوية..
أخطّ لك هذه الكلمات الحُمْرُ , وأنا أدخن سيجارة حمراء, وقد تَمَضْمَضْتُ بالميريكروم( الدّواء الأحمر)، وأنفث دخاناً أحمر، وقد احْمَرّت عيناي, وهاج الدّم الأحمر في شراييني.
ختاماً .. لن أتخلى عنك ياحبيبة حتى لو صار لون الثلج أحمر قانياً..!
وتضع الرسالة في مغلّف أحمر, وترفقها بعلبة ملفوفة بورق أحمر, وشريطة مع عقدة حمراء.. وفي العلبة وردة حمراء, وقارورة عطر أحمر,وفراشة حمراء, وعنقود عنب أحمر، وحبة بندورة حمراء، وفجلة حمراء, وبصلة حمراء , وباقة بقدونس مصبوغة باللون الأحمر لتصنع لك صحناً من التبولة الحمراء تتناولاها مع كأس شراب أحمر..!
غزوان سعيد