أنشأ الغرب عيد الحب بالصدفة، حيث استمد اسمه من رجلا دين لهما نفس الاسم (فالنتين) ويقطنان في إقليمين جغرافيين مختلفين، وليس لهما علاقة بعواطف الحب، بل كان القاسم المشترك بينهما هو الشهادة، ليتطور المفهوم مع الزمن و يرتبط بتلك العواطف المتأججة وبالمراسم الخاصة عن التعبير عنها، ونهجت بعض الدول على هذا النهج و أصبح العيد متعارفاً عليه وله طقوساً عامة، وبعض الدول منعته وبشدة تتناسب مع مفاهيمها الجامدة، هنا كان لابد للأسواق من نشوة ممتازة وحركة لم يسبق لها نظير، فبات اللون الأحمر يغطي كل المحال التجارية وكل المنتوجات الخاصة بعيد العشاق، وكان لابد للتجار من استغلال المناسبة بعجرفتهم المعروفة، حتى باتت الأسعار غير معقولة و أصبح هذا العيد الذي يمتد على يوم واحد، ذات ميزانية تفوق المعقول، كل ذلك من وحي المناسب، (لكن) ما نود أن نقوله هو إن الحب لا أيام محددة له، ولا يرتبط بألوان عن غيرها، الحب أيقونة الحياة بحد ذاتها، وتعويذة العيش المعافى، ودليل التفاهم والود والمودة، ولاضرر من إظهاره، لكن بصدق وبعيد عن كل الغايات التي تشوه مغزاه الحقيقي، فلا إيمان دون حب، ولا حياة راقية دونه، ولا مستقبل تطمئن له بعيد عنه، ولا وطن قوي دون روابط الحب، فالحب للكل و ليس للحبيب فحسب، لذلك لا يلتقي الحب و الأنانية على سبيل المثال، فالحب بناء لا هدم و تهديم، لذلك هي دعوة ليكون الحب ديدن عندكم وليس يوم أو يومان، وللعلم هنالك عيد مشابه لعيد الحب يسمى (اليوم الأبيض) يصادف في الرابع عشر من آذار، وهنالك (اليوم الأسود) في الرابع عشر من نيسان، وفيه يحتفل العزاب بعدم ارتباطهم بشريك الحياة، فكل عيد وأنتم بألف خير.
شريف اليازجي
المزيد...