من المهام الأساسية للبلديات تقديم الخدمات لمواطنيها ، ومع تقلص هذه الخدمات إلى حدودها الدنيا بات حلم المواطن اليوم بأدنى مستوياته، فما عاد يحلم بحدائق كبيرة وتعبيد للطرقات أو شقة جديدة ، وغاب عن باله تنظيم المدن والبلدات.
وأما إنشاء منطقة صناعية تبعد التلوث والأذى البصري وغير البصري عن الشوارع فقد بات طي النسيان .
وأقصى أحلام المواطن في مصياف اليوم يتمثل بالنظافة ، ليس نظافة الشوارع فهذا من المستحيلات طبعاً ، إنما القصد من الحديث هو القمامة وترحيلها من شوارع المدينة .
نظافة بحملات شعبية
كنا قد تحدثنا سابقاً عن حملات شعبية لنظافة الشوارع بمصياف نفذتها فرق تطوعية ، كفريق «خطوات» الشبابي وفتيان وفتيات أرادوا إظهار الوجه الحضاري لمصياف، فقاموا بتنظيف الشوارع ودهن الأرصفة وقدم مجلس المدينة مساعدة لتشجيع هذه الحملات إلى أن جاء فصل الشتاء حيث توقفت نتيجة الأمطار والطقس، لتعود مشكلة النظافة الغائبة للظهور مرة أخرى.
فحاويات القمامة تمتلئ لأيام حتى يتم ترحيلها والخوف والقلق ينتاب الأهالي من انتشار الأمراض والكلاب الشاردة ويطالبون بضرورة العمل بجدية منذ سنوات ومصياف تعاني من تردي واقع خدمات النظافة، فهي مدينة كبيرة وفيها شوارع وأزقة كثيرة تحتاج لعدد من العمال يناسب حجمها، وللأسف وكما علمنا لايوجد سوى 3 عمال وهو عدد قليل جداً قياساً لاتساع المنطقة الجغرافية ما يجعلهم غير قادرين على القيام بجميع الأعمال، وقد تسرب العمال المعينون بعقود مؤقتة لمدة 3 أشهر نتيجة ضعف الراتب الممنوح لهم والذي لايتجاوز 16 ألف ليرة .
مكب مهمل
المشكلة الثانية تكمن بمكب القمامة الواقع جنوبي المدينة على مسافة 3 كم و يعدّ المكب الرئيسي للمدينة إضافة إلى وحدات إدارية تفوق الـ ١٠ وحدات ، وهو في حالة مزرية نتيجة فوضى رمي القمامة على الطرق المؤدية إليه، وهو ما أدى لإغلاقه.
قلة الكادر العامل
مجلس مدينة مصياف بيَّنَ أسباب المشكلة والتي يعاني منها منذ أكثر من شهر وبعد أن كثرت الانتقادات له في ما يتعلق بموضوع النظافة وترحيل القمامة، فقد وضح لنا رئيسه المهندس سامي بصل أنه و في كانون الأول لعام 2018 تعطلت الضاغطتان المخصصتان لتفريغ الحاويات وجمع القمامة وترحيلها للمكب، فاستأجر المجلس سيارة قلاب وبوبكات ريثما يتم إصلاحهما.
وتم إصلاح واحدة لكنها غير مخصصة لمقاس الحاويات الموجودة في المدينة، وأما الضاغطة الثانية فتحتاج لاستبدال محركها ونظراً لعدم توافر الاعتمادات الماليه بنهاية السنة المالية تعذر إصلاحها مباشرة وهي حالياً قيد الإصلاح وقريباً في الخدمة مع معاناتنا اليومية من الأعطال الطارئة.
يضاف إلى ذلك النقص الكبير بعدد العمال والسائقين نتيجة الاستقالات والتقاعد والالتحاق بالخدمة الاحتياطية.
وأيضاً الإحجام عن القبول بالعمل بعقود لثلاثة أشهر وبراتب 16000 ليرة ، ومع ازدياد عدد سكان المدينة الفعلي لأكثر من 100 ألف نسمة ونتيجة قلة الكادر العامل تفاقمت المشكلة.
مسؤولية الجميع
قد تكون قذارة الشوارع والطرق انعكاس واضح للحالة الاقتصادية المتردية للبلديات ، ولكن النظافة تحتاج لتعاون وتنسيق حكومي ومجتمعي.
فأكوام القمامة المتراصة في كل جانب وفي الأزقة والشوارع الرئيسية والفرعية ومنثورة في كل الأرجاء، والأكياس البلاستيكية تتطاير من مكان لآخر وتعلق في الأشجار والأسلاك الشائكة، وهذا أمر غير مقبول وكأن المدينة لاتعني أولئك الذين يظنون أنهم في إجازة يرحلون بانقضائها وليس سكان المدينة.
هذه اللامسؤولية في ظل انعدام تام للخدمات العامة ، وبمرور الوقت ستؤدي لتدهور الوضع أكثر.
ازدهار صقور