عندما تدخل إلى أي مركز لتوزيع الغاز, وتكون لديك الجرأة لطرح أي سؤال يخص هذه المادة, ستصاب بالذهول من الجواب ـ إذا كان هناك جواب ـ لايوجد غاز. متى سأحصل على حقّي؟ لا أعرف. من يعرف؟
لا أعرف. متى ستأتي سيارة الغاز؟ لا أعرف. وعندما يجيبون, تكون وجوههم مكفهرة, وكأن الرزق بيدهم، أو يدفعون شيئاً من أرصدتهم المخبأة، مجرد السؤال ممنوع.
وعندما تأتي سيارة الغاز ترى العجب العجاب, ومن يحصل على جرة غاز كأنه بالجنة قد فاز, فاللجان وما أدراك ما اللجان وأصحابهم من جهة, وصاحب المركز وأصدقاؤه وحصة صاحب المركز من جهة, وبعض المسؤولين المتنفذين من جهة, ويضيع الغاز ويضيع معه حق المواطن في استلام الجرة التي لاتدوم أكثر من خمسة عشر يوماً, وماذا سيفعل بقية أيام الشهر؟
معظم المراكز مخالفة للشروط, وبعضها تستلم أكثر من غيرها، لماذا؟
أنا شخصياً لا أعرف!
كان المواطن يحلم بسيارة أو شقة أو عروس, أما الآن فصار الحلم هزيلاً جداً, وتحوّل إلى جرة غاز، أو كالون من المازوت، أو ثلاث ساعات متواصلة من الكهرباء من دون انقطاع عدة مرات.
بات هذا الحلم طي الكتمان والنسيان, فأيام الكاز أفضل مليون مرة من أيام الغاز، والسؤال والجواب عن سبب غياب الغاز تحوّل إلى ألغاز .
مجيب بصو