الحياة أصبحت معقدة في ظل الظروف الصعبة في المجالات كافة، وخاصة في مجال الدواء والمستشفيات الخاصة التي أصبحت المداواة فيها مرتفعة جداً وخاصة في مجال العمليات الجراحية ،وأن حجة المشافي ، الضرائب صارت كاوية، وفاتورة الكهرباء كبيرة ،بينما الأطباء يشكون في عياداتهم من أن الضريبة على العيادة ،أصبحت تساوي ضريبة نصف المستشفى الخاص ،وهكذا، بينما المواطن الفقير ،وذوي الدخل المحدود يكتمون آلامهم ،والتأمين الصحي لا يتناسب ودخلهم الذي لا يكفي لمتطلبات الحياة التي تحتاج إلى الملبس والمأكل والتعليم والغاز والمازوت وفواتير الكهرباء والمياه ، بينما الراتب لا يكفي لعشرة أيام من كل شهر، لأن كل شيء ارتفع ما عدا الراتب الذي بقي ثابتاً ولا يتناسب ومتطلبات الحياة ، فلا يمكن أن يشعر بالآخرين إلا من اختلط بهم وعايشهم وتفاعل معهم ، فعلى المسؤول أن يعيش مع كل شرائح المجتمع الطبقية ليتعرف عن كثب على معاناة الأكثر كدحاً منها ،على الأقل يواسيها ويشرح لها المبررات الموضوعية لهذه الحالة ،إن كانت هناك مبررات ، ولا أعتقد أن هناك مبررات ما دام يوجد في المجتمع أناس صاروا فوق الريح من الغنى والترف، وأناس ازدادوا فقراً من خلال الظروف القاهرة التي انتابت وطننا ، فلو كانت هناك محاسبة حقيقية تضع حداً لكل من أثري على حساب آلام الناس ،لضاقت المسافة بين الثراء الفاحش وبين الفقر الطاحن في المجتمع، وقضي على الوسيط الذي يكمن بين المنتج والمستهلك ،وانحسرت أسعار المواد الغذائية وأصبحت في متناول الجميع ،وكان كل مواطن يعيش في بحبوحة من العيش الكريم الذي يليق بكرامة الإنسان ،ولو كل مسؤول ينقل واقع المواطن من الناحية الاقتصادية ،ويشعر بآلام الناس وحياتهم ،زال الاستغلال والفاقة عن جميع الفقراء وذوي الدخل المحدود من خلال تحسين معيشتهم ،وتحقيق حاجاتهم الضرورية باستمرار ،وخاصة في مجال التأمين الصحي الذي يضمن حياة مريحة لذوي الدخل المحدود .