اشكالية بين الوحدات الإرشادية والفلاح دائرة الارشاد: توزيع الإعانات عادل بنسبة ٩٠ % فلاحون : تتعامل بالمحسوبية والواسطة
الإرشاديات الزراعية وما يجب أن تكون صلة الوصل المباشرة بين الزراعة ومديرياتها وبين الفلاح على كامل أرجاء الوطن، و 1075 وحدة إرشادية موزعة على قرى وبلدات القطر، منها ١٠٠ وحدة إرشادية على مستوى محافظة حماة إضافة لـ ٩ وحدات خارجية.
أوجدت هذه الإرشاديات لمساعدة المزارعين والمربين لحل مشكلاتهم الفنية الزراعية .
أما عن مهامها فتكمن في إرشاد المزارعين والمربين إلى استخدام التقانات الحديثة وتوطينها ونشر أساليب الزراعة الحديثة عبر قنوات الإرشاد المختلفة ونقل المشكلات التي يعاني منها الإنتاج الزراعي إلى مراكز البحث الزراعي، لوضع الحلول المناسبة لها إضافة إلى إسهامها في إعداد وتنفيذ الخطط والبرامج الإرشادية الملبية لاحتياجات التنمية الزراعية والريفية المستدامة، و نشر المفاهيم المتعلقة بالإرشاد الزراعي والبيئي والتسويقي وبخاصة (المائي- التنوع الحيوي-الإدارة الآمنة للآفات- الزراعة العضوية..).
وتأتي الوحدة الإرشادية الداعمة للإشراف الفني والإرشادي على الوحدات الإرشادية التابعة لها والإشراف الفني والمشاركة في إعداد البرامج الإرشادية وتقديم الدعم الفني لمختلف النشاطات الإرشادية المقامة في الوحدات الإرشادية إضافة لنقل نتائج البحوث العلمية الزراعية إلى الوحدات الإرشادية ونقل مشكلات الإنتاج الزراعي للبحوث والمساهمة في تأهيل المرشدين الزراعيين في الوحدات الإرشادية فنياً و إرشادياً.
والسؤال هنا: هل بقيت هذه الوحدات تعمل وتنفذ مهامها وخططها بالشكل المطلوب ؟
انفصام
يشعر الفلاح اليوم بوجود انفصال وخصام مابينه وبين هذه الإرشاديات التي فقد الثقة في قدرتها على حل مشكلاته الزراعية وتقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب وليس بعد أن يدخل الفأس بالرأس، وخصوصاً في الآونة الأخيرة حيث كثرت مشكلات الفلاح وتفاقمت خساراته الواحدة تلو الأخرى، وآخرها كان الجائحة التي أصابت الزيتون وأدت لخسارة موسم كامل بزيتونه وزيته.
عند استطلاع رأي عدد من الفلاحين في ما كان لهذه الإرشاديات عملها على أرض الفلاح بشكل حقيقي أم إنها عبارة عن أبنية تعج بموظفين لاتسعهم غرفهم، وتضيق في بعض منها المكان على مهندسيها بحيث لايجدون في بعض الأحيان مكاناً للجلوس . فكانت الحال بوجود فجوة كبيرة مابين الفلاح والإرشاديات فهي لاتقدم لهم إلا بعض الندوات والكلام العملي الذي لايفهمه الكثيرون، أما جولاتهم على المزارع والحقول فهي في الكثير منها فارغة هذا إن حدثت .
أما بعضهم الآخر فقال بأن هذه الإرشاديات تتعامل بالمحسوبية والوساطة في الموضوع الذي أوكل لها مؤخراً بتوزيع المعونات الزراعية والمنح المقدمة للمزارعين ، فالتوزيع يعتمد على المعرفة، والدليل أن أكثر المعونات التي وزعت على الأشخاص مثل أنابيب الري الحديث بيعت في الأسواق وقروض التنمية وغيرها لاتعطى إلا لمن له معرفة بشخص في الإرشادية .
طبعاً هذا عدا عن أن الدراسات كما يقولون غير موجودة فالمحاصيل خلال الفترة الأخيرة أصابتها أمراض عدة دون أن يكون هناك معالجة أو حتى دراسة ماقبل المرض هذا .أما الأدوية فهي مفقودة إلا في ما ندر وهي قليلة الفعالية . طبعاً هذا الكلام أيدته الجمعيات الفلاحية التي قال أحد مسؤوليها: إن الفلاح فقد الثقة بهذه الإرشاديات التي باتت بلا عمل جدي.
توزيع عادل لايراه بعضهم
مصطفى الخاني من دائرة الإرشاد في مديرية زراعة حماة رفض هذا الكلام وقال :
إن طريقة توزيع المعونات والمنح في الإرشاديات عادلة بنسبة ٩٠ % وإن قلنا بأن هناك بعض التجاوزات إلا أنها لاتتعدى ١٠% وأن بعضهم يشعر بالغبن بسبب قلة الحصص الموزعة، فمثلاً قرية يوجد فيها ١٠٠٠ شخص تأتي المعونات لـ ١٠٠ شخص فقط وطبعاً سيكون هناك اعتراض وتشكيك من البقية ، كما أكد أن المنح في مناطق حماة أيضاً عادلة فهناك منح مختلفة ومن عدة جهات فهناك منح من الوزارة ومنح من الهلال وأخرى من الفاو . والجزء الأكبر من قرى حماة مغطاة بالكامل من إحدى هذه المنح وإن اختلفت الكميات باختلاف الجهة المانحة ولكن القرى التي لم تحصل على المنحة الوزارية حصلت على منحة هلال أو منحة فاو.
وعن عمل الإرشاديات قال :
في دائرة حماة ١٥ وحدة إرشادية ووحدة داعمة ، وهناك وحدات إرشادية موزعة على مناطق المحافظة في كل من مصياف، سلمية، محردة، كفرزيتا، والغاب والسقيلبية وغيرها. وعمل هذه الوحدات متابعة المحاصيل الزراعية من خلال الجولات على الحقول والأراضي وملاحقة الإصابات ودراستها ومكافحتها قبل استفحالها.
حالياً نقوم بمكافحة سونة القمح وصدأ القمح . أما في ما يخص الزيتون وما أصابه العام الفائت فقال: إن عوامل الجو وتكاثر الذبابة البيضاء أثرت في المحصول وهناك تقصير وإهمال من الفلاح في موضوع المكافحة التي في كثير من الأحيان لا ينتبه لها إلا بعد أن تنتشر وتتفشى وتصبح المكافحة غير فعالة .والإرشاديات تقوم بعمل ندوات تشرح لهم كيفية الوقاية كما توزع لهم مصائد وبعض المكافحات الحيوية، أما بالنسبة للمبيدات فهي غير موجودة. وما حدث بالنسبة لموضوع الزيتون فكان من الواجب المكافحة قبل الإصابة ولم يكن بالإمكان التدخل بعد انتشار الإصابة وتفشيها.
كيف نعيد الثقة
هنا نتساءل: كيف بإمكاننا أن نعيد الثقة بين الفلاح والوحدات الإرشادية التي وجدت لتقديم خدماتها لتحسين المنتج الزراعي لا لتكون عاملاً إضافياً لخيبات أمل متزايدة تتراكم مع الوقت . من المهم اليوم أن تعود لهذه الإرشاديات ومهندسيها هيبتها الفعلية في تقديم الخدمات الزراعية وأن تكون دراساتها على أرض الواقع الزراعي بعيداً عن الجولات الخلبية على الحقول بغرض إيهام الفلاح أولاً والوزارة المختصة ثانياً بأن العمل قائم، ولا تكفي الصور التي تنشر لبعض المهندسين في الحقول وطبعاً هنا نستثني بعضهم والذين لا ننكر عملهم ، لنقول: إن الأمور بخير.
ازدهار صقور