نشير إلى حال الأسواق في هذه الأيام, وهي حال المواطن أيضاً, فلا أصعب من استمرار معاناة لا نعرف متى سيكون حلها, حيث دَخَلَ المواطن وخاصة أصحاب الدخل المحدود في معادلة يومية صعبة بين الوارد إليه وحجم المصروف المطلوب منه , كيف لا بعد أن استثمر التجار وأعوانهم كل شيء, وكل بضاعة وعملوا على رفع وزيادة أسعارهم ، التي هي بالطبع أسعارٌ وهمية, لأنها لا تستند إلى واقع اقتصادي حقيقي أو اجتماعي مدروس، فغايتهم الوحيدة زيادة الربح غير المشروع حتى ولو على حساب حياة المواطن كاملة، (فالهمّ) الذي يخيم فوق رأس مواطننا، لا ينحصر في تحقيق توازن اقتصادي بسيط , بل ينزاح إلى تأمين الحاجات الأساسية لحياته اليومية والعادية , كالطعام والدواء والمسكن, أي أبسط المقوّمات المطلوبة, فما بالنا بما هو زائد عن ذلك؟ بعد أن اعتمدنا طرقاً تقشفية جديدة في تأمين مستلزمات الحياة الأساسية حيث الحاجة أم الاختراع, لكن ومع كل هذا لا فائدة مرجوة، فكما نشاهد أشخاصاً قاربت بطونهم على الاختفاء , نرى غيرهم يدفعونها أمامهم, بالتأكيد هؤلاء لم يسمعوا بالتقشف أو الحرمان , أو تفضيل بعض المستلزمات، أو حتى تأجيلها، لأن بعضهم يشكلون أساساً في فوضى الأسعار و ما حولها ، مستفيدين من رعونة الأخلاق التجارية، ليبقى المواطن منتظراً حلولاً يسمع بها عند مغيب الشمس.
شريف اليازجي