تعد فترة المراهقة مرحلة حرجة في حياة الأبناء وكذلك مرحلة غير مستقرة بالنسبة للأهل، فالمراهق في هذه السن يبحث عن كيفية أن يكون مستقلاً في كل الأمور التي يقوم بها لذا نراه في أغلب الأحيان يتمرد وبالمقابل الأهل يجب أن يدركوا أن ابنهم لم يعد طفلاً ولكن للأسف هناك البعض من الأهالي ممن يتهاونون بهذه المرحلة التي يواجه الأبناء فيها تغيرات كثيرة من جميع النواحي النفسية والصحية في حين أنهم يجب أن يكونوا على تواصل ومتابعة وإحاطة بالأبناء ولاسيما في الوقت الحالي بوجود وسائل الاتصال المتعددة والانترنت والأجهزة الالكترونية.
وفي هذه المادة سمعنا أولاً معاناة الأهالي وحيرتهم في كيفية التعامل مع أبنائهم كذلك سمعنا من أهل الاختصاص حول الطرق المثلى في التعاطي مع المراهق .
وعي كبير
تقول السيدة ثناء أعلم أن الغالبية ممن لديهم أبناء في سن المراهقة يعانون من المشكلة ذاتها وهي التعلق بالأجهزة الالكترونية والإدمان على الألعاب وكذلك على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وهذا مايجعل الأهل دائماً يعيشون بقلق لأنهم وفي معظم الأحيان يخفقوا في إبعاد أبنائهم عنها فلاأسلوب الحدة يفي بالغرض لأنه يجعل المراهق أكثر عناداً ولا أسلوب اللين واللطف يجدي نفعاً وتتابع حديثها فعلاً هي مشكلة كبيرة تحتاج إلى وعي كبير وبال طويل .
أيضاً البعض تحدث عن أنهم عانوا مع أبنائهم ممن هم في سن المراهقة من سيطرة الكآبة عليهم والعصبية الزائدة فالسيدة فاتن قالت ساعات طويلة أقضيها مع ابنتي في الحديث معها والحوار لمعرفة دواعي اكتئابها وقلقها والتخفيف منها ومن عصبيتها التي لا تطاق في التعامل مع إخوتها في المنزل وعدم قدرتها على تحملهم أو التفاهم معهم دون جدوى و دائماً نراها تميل إلى العزلة .
أما نبال فمشكلتها مع ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً هي إفراطها في تناول الطعام فقد أصبح وزنها ملفتاً وأحاول دائماً نصيحتها إلا أنها تزداد عناداً وإصراراً وكأن مراهقتها في تناول الطعام .
أهل الاختصاص
المرشدة الاجتماعية هبة عقول قالت: كلها حالات مختلفة يمر بها الأبناء في سن المراهقة وجميعها طبيعية ولكن يجب الانتباه جيداً إلى كيفية التعامل معها لأن عدم الانتباه إليها يزيد الطين بلة ويفاقم المشكلة لذا سنطرح بعض الطرق للتعامل الأمثل مع الأبناء المراهقين بما يخفف من المشكلات التي يمرون بها.
يجب أن يكون الأهل قبل كل شيء قدوة لأبنائهم في كل تصرفاتهم وسلوكياتهم ويجب الانتباه إلى أن الأجواء المشحونة في البيت هي التي تجعل المراهق أكثر تمرداً وعنفاً كما يجب تعويد الأبناء على اسلوب الحوار لا التوبيخ أو المحاضرات فالمراهق يحتاج إلى الدعم والإرشاد ومن المهم أن يدرك الأهل أن أساليب العقاب التي كان يتبعها الأهل في السابق معظمها لم يعد يجدي نفعاً لا بل على العكس فهي تزيد من عناد وتمرد المراهق.
الأمر المهم والذي يسهم في التخفيف من مشكلات المراهق كثيراً هو تشجيعه على ممارسة الرياضة فهي كفيلة بالتخفيف من قلقه وحدة تعلقه بالانترنت والألعاب الالكترونية وتساعده على النوم بشكل أفضل والحفاظ على صحته والتخفيف من الوزن الزائد ومن الأمور التي يجب الانتباه عليها اعتماد نظام غذائي صحيح والتواصل المستمر وعدم الابتعاد عن المراهق ولاسيما أننا أصبحنا في وقت كثرت فيه المشاغل وزادت الفترات التي يكون فيها الأب والأم خارج المنزل.
عموماً يجب أن يكون الأهل معتدلين في التعامل مع أبنائهم فلا يكونوا متشددين يعاملونهم على أنهم أطفال لايعرفون الصح من الخطأ وبالمقابل لايكونوا متساهلين يعطونهم الحرية في تصرفاتهم دون أية رقابة بل يجب اتباع الوسطية كون هذه المرحلة خطيرة وحساسة.
نسرين سليمان