على ضفاف العاصي : أدباءَ مدينتي يليق بحماة أن ..

تحدّثنا غيرَ مرّةٍ ومن على غير منبر عن الصالونات والمنتديات والملتقيات الأدبية ودورها التاريخي والحضاري في النهوض المجتمعي والتأسيس لمنظومة معرفية فكرية ثقافية من شأنها أن تفتح الآفاق أمامنا جميعاً تجاه واقع حياتي معافى بخطاب معافى وفق مفردات تليق بنا كسوريين.

أما الحديث عن ملتقيات حماة ومنتدياتها وصالوناتها وأنديتها وروابطها الأدبية والثقافية حديث يبعث الدفء والحنين لتلك الأيام الباذخة والمليئة بحراك ثقافي مهيب ويعكس وعياً مجتمعياً راقياً ويمكن أن نذكر فقط اسم وتاريخ إنشائها مستفيداً من مادة منشورة سابقاً لأستاذنا الشاعر منذر لطفي أمد الله في عمره وصحته :
(( النادي الأدبي 1922- جمعية الإسعاف الخيرية 1926 – الرابطة الثقافية 1942 من أبرز أعضائها بدر الدين الحامد , قدري العمر , محمد البارودي – رابطة القلم العربي 1952 من أبرز أعضائها عبد الرزاق الأصفر , محمد منذر لطفي , عدنان قيطاز – رابطة الفن والأدب 1952- نادي الرابطة الفنية أنشئ في الستينيات – المركز الثقافي العربي 1958 – اتحاد الكتاب العرب 1977 ))
في ضوء كل هذا يمكنني أن أطرح الأسئلة الأهم ومنها :
لماذا كان كل هذا البهاء ..هذا الحراك النبيل في ذاك الزمان ؟ أما اليوم فلا؟!
ما الذي تغير طالما المكان هو المكان ؟!
ألا يليق بمدينتنا أن تنهض أو ننهض من جديد ولاسيما أن ثمة أدباء كباراً كانوا أعضاء في تلك النوادي والروابط ؟؟
ألا تستحق مدينتنا أن نتكاتف ونعمل كفريق واحد للخروج بمشروع ثقافي يخدم واقعها الحالي والمستقبلي وأن يحذوا حذو أدباء حمص أو حلب مثلاً..؟!
ففي حمص اشتغل على تأليف كتاب سلط الضوء على أدباء حمص في نهاية القرن العشرين ( من المشهد الشعري في نهاية القرن العشرين في حمص) بيبليو غرافيا د. شاكر مطلق والقراءات النقدية للشاعر محمد علاء الدين عبد المولى صدر هذا المؤلف بمجلد ضخم ب-565 صفحة- عن دار الذاكرة- حمص
أما في حلب فقد أشتغل أيضاً على تأليف كتاب بعنوان ( أدباء من حلب في النصف الثاني من القرن العشرين ) وصدر في ستة أجزاء وعن غير دار ولسنوات وثق ووفق دراسات أدبية قام بها مجموعة من الأدباء.
يليق بأدباء مدينتنا أن يعملوا كأقرانهم من أدباء المدن الأخرى على تأسيس ملتقيات وصالونات ونواد ثقافية تخدم حالنا جميعاً وحال مدينتنا وأهلنا فيها.
يليق بمدينتنا أن نعمل على عقد اجتماع دوري فيما بيننا (كأدباء) ونتحاور في قضايا الفكر والأدب وحال البلد وأهله وليكن ذلك بدعوة من فرعنا – فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب – على مستوى الأعضاء على الأقل لنتعارف ونتعرف على بعضنا وهذا من بداهة العمل الثقافي .
أو لتكن مبادرة هامة وضرورية تقوم بها مديريتنا في حماة – مديرية الثقافة – ولاسيما أن مديرها أديب وعضو اتحاد الكتاب العرب – يدعو أدباء المدينة وريفها والتدارس والتحاور والتشاور معهم في قضايا الفكر والثقافة وليكن ذلك بحضور رؤساء المراكز الثقافية مثلاً ..
ثقتي كبيرة جداً بأدباء مدينتي ورئيس فرع حماة لاتحادنا – اتحاد الكتاب العرب – كما ثقتي كبيرة بمدير ثقافتنا في حماة أيضاً.
نلتقي ..لنرتقي .. ونطرح ما يمكن طرحه أمام أصحاب القرار حينها سيكون لنا ما يجب أن يكون وسنحقق ما يمكن تحقيقه في سبيل خدمة أهلنا في هذه المدينة التي تستحق منا كل ما هو جميل .

عباس حيروقة

المزيد...
آخر الأخبار