تلميحاً للقراء الكرام, ومن باب التذكير لا أكثر, يمكن التنويه إلى أن كلمة (الرّكمجة) هي اختصار لنوع من أنواع الرياضة البحرية الشاطئية الخاصة بـ (ركوب الأمواج) المرتفعة, الهائجة, حيث يقف الّلاعب على لوح وينطلق في بطن صغير لموجة ثائرة, وهاجمة نحو الشاطئ.
و(الّلعبجة) كلمة عاميّة فصيحها يتمثّل بشيء من الاختلاطات, والإشكالات, والتداخل, والاضطراب, والتناحر, والـ.. الناتج عن ( تخبيص) ما..! و(تعفيسات)ما..!
وبعيداً عن ( الرّكمجة) في البحار الصاخبة, هناك (ركمجة) مشابهة لفظاً, مخالفة هدفاً وغاية.. لاتحتاج إلى عضلات مفتولة, ولياقة بدنية عالية المستوى, وملاعبها فوق اليابسة, وبين المجتمعات البشرية حصراً.!
إسهاباً في الشرح, وإمعاناً في التفصيل يمكن القول:
(الرّكمجة) مقرونة بـ (الّلعبجة) ظاهرة مستشرية بين فئة قليلة, والّلاعبون يعتمدون على مهارات فرديّة, سلبيّة قِوامها ينصبّ على حاسّة الاستشعار عن بعد, وعن قرب أيضاً لما يجري ويدور في الأسواق, وحركة العَرض والطلب لهذه المادة أو تلك من المواد الرئيسة الحيوية التي تحتاجها البيوت, ويروم الحصول عليها وتأمينها أصحاب البيوت!
مثلاً:
هناك وعكة عابرة, أو أزمة مرحلية, أو شبه ضائقة آنيّة في مادة الغاز.. هنا تتحرك (الرادارات) الشخصية لبعضٍ من عناصر الفئة القليلة المذكورة وسرعان مايركبون الأمواج أملاً في اقتناص مايستطيعون اقتناصه جشعاً واستغلالاً مدفوعين برغبة جامحة لانتهاز واقع الحال.!
وقبل أن تنطق الأرصاد الجوية بكلمة عن توقّعاتها للأحوال, والمنخفضات, والأنواء التي ستسود في الغد وقادم الأيام, قبل ذلك تبدأ المساعي ـ غير الحميدة ـ لرفع أسعار منتجات الحقول, وسلع المستودعات التي ستحملها الآليات إلى الأسواق.!
وسلفاً .. وعند الشعور بأضعف هزّة دولاريّة ـ غير أرضيةـ صعوداً, أو حتى هبوطاً يباشر الركمجيّون الأرضيون ألاعيبهم وتمريناتهم في كواليسهم استعداداً لعمليات الصيد الجائر والبغيض عُرفاً, وقانوناً, وأخلاقاً.!
في السياق عينه تلحظ سريان رياضة ركوب الأمواج العالية والمتلاطمة في الحياة الاجتماعية لتطال ـ بعد الّلوازم اليومية ـ جميع مايحتاجه الإنسان, في أي مكان كان.!
هل القناعة بالحلال, على طريق الزّوال..؟
غزوان سعيد