لو كان رجلاً !

لو كان رجلاً فعلاً لقتلته وأرحت منه  المواطنين أشقائي بالوجع اليومي !.

ولا أتحدث هنا عن الفقر ، بل عن الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بأسواقنا المحلية ، الذي لم يبقِ ما يسد الرمق، ويستر سوء حالنا المعيشية غير أوراق الخس أو الفجل !.
ولربما حتى هذه لن يبقيها إذا ما استمرت الحال على هذا المنوال ، فربطة الفجل بـ 100 ليرة وأما بالكيلو فسعره 200 ليرة !.
  وهو – أي الفجل – منتجٌ محليٌّ  وليس مستورداً ولا يخضع لأنظمة إجازات الاستيراد وقوانينها ولا يسدد منتجوه رسوماً جمركية عليه.
وهذه حالنا مع الفجل البلدي ، فما بالكم مع غيره من المواد الغذائية الضرورية لحياتنا اليومية ، وهنا لانشير إلى اللحوم الحمراء أو البيضاء ولا إلى الأجبان والألبان وإنما إلى مواد كالبطاطا والخيار والبندورة والباذنجان لنسأل كم يحتاج رب الأسرة المؤلفة من خمسة أشخاص من مال ليؤمن وجبة غداء من بعض هذه المواد لأسرته؟!.
فكيلو الفول الأخضر ياسادة في سوق الحاضر الصغير على سبيل المثال لاالحصر ب 700 ليرة والباذنجان الأسود ب 650 ليرة والبندورة ب 300 والنوع الرديء ب 250 ليرة والخيار البلاستيكي ب 300 ليرة والبطاطا ب 350 ليرة إذا كانت جيدة وأما الرديئة فسعر الكيلو منها 285 ليرة، وربطة الجرجير والنعناع والبقدونس ب 100 ليرة وبالكاد في كل منها عرقان !.
فهل يستطيع أحدٌ ما أن يساعدنا بالحساب ويخبرنا كم تكلف وجبة غداء من المقالي أو من البطاطا منفردة مع صحن سلطة لتلك الأسرة المؤلفة من خمسة أشخاص ، وكم تحتاج شهرياً من نقود فيما لو اقتصر طعامها على الغداء فقط و على تلك الوجبة من دون غيرها ، ضغطاً للنفقات وترشيداً للاستهلاك وتوفيراً بالتكاليف ؟!.
قد يقول قائل  : أين حماية المستهلك ، وأين مؤسسات التدخل الإيجابي التي ينبغي أن تؤدي مهامها خير أداء في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن الموظف وغير الموظف معاناةً شديدةً  ؟.
ولماذا لا يلمس ذاك المواطن لها دوراً في الأسواق وبحياته ، يمكِّنهُ من العيش بيسر وسلام ومن دون أن يستنزفه بعض التجار والباعة ، أو من دون أن يعاني الأمرين بتأمين مستلزمات ( طبخته) اليومية فقط؟.
ولهذا القائل نقول  :  إننا مثلك ننتظر الإجابة الشافية من تلك الجهات التي نعوِّلُ عليها كثيراً للتدخل الإيجابي كي تنقذنا من براثن مستنزفينا وأنيابهم ، وكي تحمينا من الغلاء الفاحش ، الذي ينغص علينا عيشنا ، وأتمنى من كل قلبي لو كان رجلاً لَكنتُ قتلتُه عن سبق إصرار وتصميم وترصد وأرحتُ منه أشقائي بالوجع.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار