هل المسؤولية هدف أم وسيلة؟ هذا سؤال يجب أن يطرحه كل مسؤول على نفسه صباح مساء لأن الإنسان عندما يعمل خارج إطار المسؤولية يبقى في دائرة ضيقة لايتحمل فيها عبئاً يسأل عنه ويبقى تعامله مع الآخرين من خلال مصلحته وبالتالي فهو غير مسؤول عن أية مؤسسة أو دائرة أو هيئة رسمية، أما عندما يكلف بعمل يتطلب منه خدمة الناس والسهر على مصالحهم وتسهيل مهامهم وفتح الأبواب أمامهم عندها نقول إن هذا الإنسان مسؤول وجميع أعماله يسخرها لتحقيق هدف نبيل هو خدمة المواطنين وهناك مسؤولية غائبة وأخرى حاضرة, فالمسؤولية الغائبة قد لايسأل عنها المسؤول أحياناً نتيجة عوامل عديدة تحجب عنه حقيقة الواقع, لكن مهما يكن الوضع فإن الجماهير تحمله المسؤولية في كل أمر لايخدم مصالحها كما أن تشويه صورته مهما كان نظيفاً ومتفانياً ولديه من الاستعداد النضالي مايعجز عنه الآخرون تأتي من نوافذه التي تطل على الناس هذه النوافذ التي تحجب عنه الحقائق والرؤى الواضحة دون أن يدري أحياناً, فهناك عدة عوامل تشوه صورته منها الحاجب السيء الذي يشكل صورة المسؤول في أعين الناس ويقتل اللهفة في النفوس ليعطي لنفسه أهمية قد تفوق أهمية المسؤول نفسه والعامل الآخر الأبواب المغلقة دائماً والموصدة في وجه صاحب الحاجة, والعامل الثالث وهو الأهم وجود بطانة سيئة تقتل روح الإبداع عند المسؤول فهذه العوامل الثلاثة إذا ما استحكمت في واقع أي مسؤول لابد من أن تجهض إمكاناته وتقتل روح الطموح في شخصيته فالوصول إلى الحقيقة سهل والتواصل مع الناس أسهل والتخلص من عوامل الإعاقة والكوابح التي جئنا على ذكرها سابقاً لايكلف المسؤول شيئاً أما المسؤولية الحاضرة فهي تعتمد إيجاد بطانة نقية صادقة لاتورط ولاتضلل ولاتسيء ولاتحجب الحقيقة عن المسؤول وتعمل دائماً على وضع المسؤول في صورة الواقع او الحدث أو الظاهرة وتقترح الحلول الناجعة له وبما تعزز دوره في المجتمع وتحسن صورته في أذهان الناس, فالإنسان لديه طاقة كامنة وكبيرة جداً إذ ما استخدمها في العمل الإيجابي يصنع المعجزات إذا توافرت له الحرية والميدانية في العمل والاطلاع على الواقع بدون وساطة أو حواجز أو ممثلين غير مؤتمنين فالمسؤولية وسيلة وليس هدفاً وهي مسؤولية الجميع في وطن الجميع.
أحمد ذويب الأحمد