الوحيد الذي يمتهن تصليح السماعات الطبية في المحافظة الكيمـــيــائي الفصيـــح للتـــحف الفنيـــة والأثـــريــــة
يتمتع الكيميائي محمد الفصيح بمواهب متعددة فهو إلى جانب اختصاصه النادر بالكيمياء الصناعية من هواة جمع وبيع التحف والمقتنيات الأثرية والفنية البديعة فضلا عن مهارته التي اكتسبها في مجال تصليح وصيانة السماعات الطبية ،الذي يعد الوحيد على مستوى محافظة حماة بهذه الحرفة التي تحتاج خبرة ودقة عاليتين
ويتحلى الكيميائي الفصيح علاوة على هذه المهارات الشخصية بخفة دم ودماثة خلق وذكاء حاد وثقافة عامة استمدها خلال سفره وجولاته على العديد من البلدان واطلاعه على تنوع وغنى ثقافاتها وعاداتها، ناهيك عن سمعته الطيبة في وسطه المجتمعي و مدينته نظراً لتعامله الحسن ونزاهته وصدقه مع زبائنه و معارفه وتخصيصه جل وقته في المطالعة والبحث واقتناء التحف و الأدوات التقليدية والأعمال والحرف اليدوية التي تمتاز بجمالية وحرفية عاليتين تشد كل من يشاهدها.
وبهذا الصدد وصف الفصيح بهاء ورونق وسحر أي قطعة أو تحفة بمدى قدرتها على جذب من يشاهدها أو من يقتنيها واشتياقه الدائم لها والتمتع بحرفية شغلها وعراقتها ،مشيراً إلى أن القطع التي يحويها محله المتواضع في حي الدباغة تتوزع مابين التماثيل الخشبية واللوحات الفنية والفازات /المزهريات/ والنحاسيات والساعات وأجهزة الهاتف والمدافىء والثريات و المسابح والحقائب و الجزادين والجلديات القديمة وأعمال الخزف والكريستال والمنسوجات اليدوية المصنوعة بدقة وعناية فائقة والتي يعود منشؤها لدول أوربية وآسيوية مختلفة.
ورغم قلة الأرباح المادية التي يجنيها الفصيح من جمع وبيع هذه المقتنيات إلا أنه راض عن ذلك ،حسب قوله لما تحققه له من متعة كبيرة وإشباع لشغفه وتعلقه بهذه الموهبة التي طورها إلى مهنة يجد فيها دخلاً مادياً كما يلبي من خلالها طلبات وأذواق زبائن هذه المقتنيات التي تتفاوت أهميتها و قيمتها وسعرها طبقاً لرغبة المهتمين الأقدر على تقدير قيمتها.
ورأى أن موهبته لا تتوقف عند حد تلبية احتياجات الزبائن فحسب بل تسهم في إعادة إحياء التراث و التعريف بالمفردات والرموز والأدوات التقليدية التي كانت تستخدم في الماضي سواء على الصعيد المحلي أو الأجنبي فضلاً عن إبراز جانب من عادات وثقافات هذه الشعوب والحرف اليدوية التي تختص بها ومهارة وكفاءة صناعها و ذوقهم الرفيع المتمثل في هذه المنتجات.
ومن أبرز المقتنيات المتوفرة لديه حالياً مدفأة مصنوعة في العهد العثماني وساعة أسترالية قديمة وثريا مصنوعة من الصدف و هاتف قرص كان يستخدم في سبعينات القرن الماضي بالإضافة إلى عشرات المقتنيات والتحف والأعمال الفنية المبهرة.
وعلى صعيد خبرته في صيانة السماعات الطبية و كيفية ودوافع اكتسابه هذه المهنة قال الفصيح : إن فكرة الصنعة جاءت نتيجة عدم وجود أي شخص في محافظة حماة قادر على تصليح هذه السماعات التي تمثل حاجة ماسة لشريحة كبيرة من المجتمع لا سيما كبار السن الذين يعانون من غلاء نفقات إصلاح سماعاتهم جراء حصر صيانتها في محافظات أخرى موضحاً أنه أمام هذه المعطيات أراد أن يتعلم هذه المهنة بهدف التخفيف من الأعباء المادية لمستخدمي هذه السماعات التي يحرص على إصلاحها بأقل سعر الأمر الذي أكسبه سمعة حسنة في حماة وريفها.
والكيميائي الفصيح الذي يتحدر من عائلة فيها ذهاء 30 طبيباً من مواليد 1954 حاصل على اختصاص نادر في الكيمياء الصناعية من جامعة البعث ولديه 5 أولاد اثنان منهم أطباء والثالث مهندس والآخران خريجا كلية اقتصاد.
عبد الله الشيخ