شكل المرسوم 69 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد ، غمامة عطر هطلت في رحاب عمر طلابنا الجامعيين من مدنيين وعسكريين ممن جعلتهم ظروف البلد بدءاً من العام 2011 يستنفدون فرص التقدم لامتحاناتهم الجامعية، ومتابعة دراستهم وتحصيلهم العلمي. وتجلت تلك الغمامة العطرة بمنح الطلاب العسكريين ثلاث دورات استثنائية والمدنيين دورتين امتحانيتين ، ليعوض الجميع ما فاتهم من دراسة ، وليعود إلى كليته من انقطع عنها ، وليدخل الجامعة من غادرها مرغماً مهما تكن الظروف التي أرغمته على مغادرتها . وفرحة طلابنا الجامعيين وأهاليهم لاتوصف بهذا المرسوم ، الذي برهن إصدارُه لهم أن السيد الرئيس معهم ويتابع شؤونهم وشجونهم ، ولن يتركهم يصارعون الظروف الصعبة وحدهم ، ولن يسرَّهُ انقطاعهم عن جامعاتهم أو تركهم الدراسة مرغمين لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادتهم ، وأنه يفكر بهم رغم أعبائه الكثيرة وشؤون البلاد والعباد العديدة ، فكان هذا المرسوم. وقد أحيا الزهر في الأرض اليباب ، وبث الأمل في حنايا الصدور ، بعدما ساد اليأس في أرواح الآلاف من طلابنا الذين تناهبتهم فيما سبق تصريحات متناقضة حول الدورة التكميلية ، وحملات مسعورة مغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي ، عملت على نشر اليأس والأسى في أعماق الطلاب ، لتأليبهم على وطنهم كجزء من المخطط العدواني الكبير الذي يستهدف هذا الوطن الجميل ببشره وحجره وشجره. ولكن كل ذلك ذهب مع أدراج الرياح ، وتبددت أهداف وأمنيات المتربصين بهذا الوطن العزيز شراً ، فوعي طلابنا كان أكبر من تلك الحملات الخبيثة ، وتمسكهم بتراب الوطن وهوائه وشمسه وخصب أنهاره كان أسمى وأقوى من أن ينال منه المغرضون أو يطوله المتآمرون على بلدنا الحبيب أرضاً وشعباً وقيادة. فإن هذا المرسوم يتيح لطلابنا الجامعيين المنقطعين عن دراستهم الجامعية وغير المنقطعين ، العودة لجامعاتهم وكلهم أمل بمتابعة دراستهم وتحقيق أمنياتهم بالتحصيل العلمي ، والغاية التي ينشدونها من وراء ذلك ، وعيونهم على المستقبل الذي يصنعونه بإيديهم وإرادتهم بما يتحصَّل لهم من علم ومعرفة هما بالحقيقة ضياء شمس يطرد حلكة الجهل وعتمة النفوس.
محمد أحمد خبازي