انتهت العطلة الانتصافية للعام الدراسي .. وعاد الطلاب إلى المدرسة ينتظرون نتائج امتحانهم.
دخل مدرس الصف الخامس الصف . حيا طلابه ورحب بهم نظر لوجوههم الطفولية الحلوة المتألقة .. وابتسامتهم البريئة ثم قال لهم وهو يبتسم:
كل عام وأنتم بخير .. ألمح على شفاهكم تساؤلات عن نتائج امتحانكم أليس كذلك..؟
لكن ياأعزائي سوف أخصص الحصة الأولى لهذا اليوم بالمناقشة والمحادثة مارأيكم لنبدأ..
ـ كيف قضيتم العطلة الانتصافية؟ أرجو أن تكونوا قد استفدتم من الوقت صمت قليلاً وأشار إلى خالد:
وقف خالد مبتسماً واثقاً من إجابته لأنه اجتهد وقدم امتحانه بتفوق وقال:
ـ اشترى لي والدي مجموعة قصص سير الأنبياء قرأتها وكتبت ملخصاً لكل واحدة هذا هو الملخص.
وأنت إياد:
ـ إن والدي يعمل قبطان قطار لقد رافقته في رحلاته لأتعرف على وطننا سورية .. كان القطار يسير في أجمل المناطق السورية مرّ فوق الأنهار والسهول الخضراء الخصبة، وفي كل محطة يتوقف بها القطار أسجل ماشاهدته من معالم كل محافظة سياحية وأثرية ، وجمعت كل ماكتبته في دفتر صغير جعلته كتاباً بعنوان : «أحبك سورية».
ثم التفت إلى علا وقال لها!
ـ علا ..هيا حدثينا كيف قضيت العطلة الانتصافية عهدي بك ذكية ومجتهدة، وقفت أمام معلمها وتحدثت بهدوء واحترام..
ـ ساعدت أمي في أعمال المنزل، وأمي لها هوايات متعددة في الفنون الجميلة لذلك علمتني ، صناعة الورد فصنعت هذه الباقة كي أهديها لصفي..
رفع ماهر يده ليلفت انتباه أستاذه وقال له:
ـ اسمح لي أن اقدم اللوحة التي رسمتها ..
ـ هيا ماهر دعنا نرى
حمل ماهر اللوحة وعلقها على السبورة أمام زملائه ..
كانت اللوحة تمثل أحداث بلدنا الحبيب سورية ومافعله الإرهاب من خراب وقتل ودمار.
المواطنون في محافظة (الرقة) قتلوا إرهابياً من (داعش) وألقوه في نهر الفرات . لكن مياه نهر الفرات اندفعت غزيرة وألقت به على اليابسة خارج النهر…
كتب على ضفة النهر عبارة كانت معبرة جداً لها معاني سامية يقول النهر: (خذوه مياهي نقية وعربية لن أستقبل إرهابياً ولا أجنبياً).
نظر المعلم ملياً للوحة، وقرأ بها العبارة الجميلة التي كتبت وقال لماهر: احسنت ماهر ، لوحتك رائعة جداً ، وموضوعها جميل..
لوحتك ستشارك في معرض الرسم الذي تقيمه إدارة المدرسة نهاية العام الدراسي.
شكراً لك ماهر وشكراً لزملائك الذين استفادوا من أوقاتهم خلال العطلة الانتصافية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
رامية الملوحي