145 منها بالخدمة و30 خارجها مراكـز المحافظـة الصحيـة …صحيـة بالاسـم ! الصحة: مسح شامل لنواقصها .. وتشديد على التزام الأطباء بالدوام
عندما افتتحت المراكز الصحية لاقت كل الاستحسان والرضا كونها حققت حضوراً مهماً وتقدم خدمات صحية مجانية لفئة ليست بقليلة من المرضى والمحتاجين ،وساهمت بزيادة التثقيف الصحي ونشر الوعي في المجتمع ولكن ما إن مرت سنوات حتى بدأنا نرى تراجع الآراء حولها ولعملها ،والأسباب عديدة لتراجع خدماتها فلا معدات وإن وجدت فهي معطلة ،ولا أدوية، وغياب معظم البرامج عدا عن غياب أو نقص الكادر الطبي بالكامل وسنوات الأزمة زادت الطين بلة حيث أصبحت الأعذار معلقة على شماعة الحرب، فلا إمكانات ولا مواد وصعوبة في تطوير أو تحسين واقع هذه المراكز.
المراكز الصحية على امتداد المحافظة وجعها واحد ونظرة المواطنين إليها واحدة ،وقد أجمعوا على القول بأنها صحية بالاسم فقط وعلى حد قولهم :كيف لمريض يداوي الناس وهو عليل فكيف لهذه المراكز أن تقدم الخدمات ومعظمها يفتقد لوجود المخابر والأجهزة ،وإن وجدت فهي معطلة منذ سنوات، وكذلك كوادرها الطبية غائبة فلا تحضر، وإن حضرت لوقت محدود وفي الوقت الذي يناسبها لأن عياداتهم الخاصة أولى بهم ،فلا رقابة ولا رقيب .
متى تتحسن؟
يقول حسان: ما يجعلنا نشعر بالغبن هو النفقات التي تكبدتها الدولة لإحداث هذه المراكز لتقديم الخدمات للمواطنين بما يخفف عنهم أعباء الحياة لا أن تكون مراكز فقط لتجميع الموظفين ومكاناً للتسلية وإمضاء الوقت،متذرعين بأن المواطنين لا يلجؤون إلى المراكز، في حين أن المواطن لايفكر بالذهاب إليها لأنه يعرف النتيجة مسبقاً، فلا أدوية ولا أطباء، ولولا ذلك حكماً قصدها وتحديداً في الظروف المعيشية القاسية التي أرهقت عموم الناس في ظل ارتفاع أسعار الأدوية ومعاينات الأطباء إلى حد فاق قدرة المواطن وأضاف: متى سنشهد اهتماماً بها ومساعي لتحسين واقعها بما يجعلها ملاذاً للمواطنين.
نواقص بالجملة وأهمها الأطباء
في جولة على بعض المراكز وخاصة في ريف المحافظة لأن وضع المراكز في المدن قد يكون أفضل من ناحية توافر الأجهزة أو الاختصاصات الطبية وحتى الأدوية ،وجدنا معاناة حقيقية لعدم توافر الأجهزة أو تعطلها منذ سنوات طويلة ،كما هو الحال في مركزي عوج ودير ماما على سبيل المثال لا الحصر، لأن الأمثلة عديدة فكرسي الأسنان معطل منذ سنوات ولم يتم إصلاحه بعد، ما يجعل الخدمات تقتصر على القلع أو معالجة الالتهابات البسيطة والاستشارات ،وكذلك عدم توافر الأدوية في غالبية المراكز وإن توافرت فهي بكميات قليلة،ومعاناة أيضاً من أن بعض المراكز مستأجرة وبناؤها الحالي لايتيح لها أن تقدم الخدمات الكافية لضيق المكان ومنها ماكان طموحاته بسيطة لا يتعدى وجود جهاز بسيط لتحليل سكر الدم ،المرض الأكثر شيوعاً ما يخفف على الأهالي وتحديداً المسنين أعباء التنقل إلى مراكز المدن كل فترة لإجراء التحليل، أما المعاناة المشتركة فهي نقص الكادر الطبي فمراكز كثيرة لايوجد فيها سوى طبيب واحد، وغالباً طبيب أسنان ما يجعل الخدمات المقدمة في هذه المراكز تقتصر على برنامج اللقاحات وبرنامج تنظيم الأسرة فقط .
600 مراجع في مركز بعرين
في مركز بعرين الصحي قال رئيسه الدكتور علي شحود: يقدم المركز خدمات حسب الإمكانية المتاحة ويصل عدد المراجعين تقريباً في الشهر الواحد 500-600 مريض عدا حملات اللقاح، هؤلاء يراجعون العيادة العامة وكذلك يأتون لإجراء التحاليل ومراقبة الضغط والعيادة السنية وبرنامج رعاية المسنين ورعاية الحوامل أما الأدوية فيتوافر بعضها ولكن ليس بالكميات المطلوبة التي تتناسب مع الحاجة .
مسح شامل لكل المراكز الصحية
مدير الرعاية الصحية في مديرية الصحة بحماة الدكتور سعد شومل قال حول الجهود المبذولة من قبلهم لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمراكز الصحية:
فعلاً خلال سنوات الحرب تأثر قطاع الصحة كغيره من القطاعات وذلك بسبب ضعف الإمكانات ولكن كان هذا خلال السنوات الماضية. اليوم بدأت البلاد تتعافى وحكماً ستتعافى معها جميع القطاعات فقد انتهينا من إجراء مسح لجميع المراكز الصحية ،ليس فقط في محافظة حماة وإنما على مستوى وزارة الصحة حيث تم القيام بجولات على المراكز في المحافظة وتفقدها وتسجيل كل النواقص فيها من مواد وأدوية وأطباء وحتى المراكز التي تحتاج إلى ترميم ،وتم رفعها للوزارة لإمكانية إدراجها في خطة العام الحالي أو العام المقبل وقد بدأت الوزارة بتفعيل برامج عديدة مثل الصحة الإنجابية وصحة الطفل حسب الإمكانات والعمل مستمر لتحسين الوضع في جميع المراكز التابعة لمديرية صحة حماة والبالغ عددها 145 مركزاً داخل الخدمة حالياً ، و30 مركزاً خارج الخدمة .
تشديد على الدوام
وفي ما يتعلق بدوام الأطباء ولاسيما أن الشكاوى كانت كثيرة بهذا الخصوص قال: نقص الأطباء الاختصاصيين مشكلة عامة،أما الدوام فقد عقدنا اجتماعاً مع مشرفي المناطق الصحية حيث شددنا على موضوع الالتزام بالدوام وهذا العام تم تخصيص سيارة لكل منطقة صحية ما يسهل القيام بجولات تفقدية باستمرار.
مقومات العمل
وعن العوائق التي تقف في وجه تحسين الخدمات في المراكز قال :
أحياناً ترد طلبات بشأن إحداث مخابر إلا أن عدم وجود الفنيين يعوق إحداثها وأحياناً أخرى البناء المستأجر يربكنا، فلا يرضى صاحب العقار بوضع التجهيزات اللازمة للمركز .
شروط إحداث المراكز
وأحياناً أخرى ترد طلبات لإحداث مراكز جديدة ولكن قد لا تتوافر فيها الشروط كاملة من حيث الأرض أو من حيث عدد السكان الذين سيخدمهم المركز ،فعلى الأقل يجب أن يكون عدد سكان القرية أو القرى 5000 نسمة ،وأحياناً توجد مراكز قريبة في حين أن الشرط يجب أن تكون المسافة تزيد عن 10 كم عن القرية التي تقدمت بطلب لإحداث المركز.
الحاجة أكبر من الحصة
وفي حال توافر الشروط مباشرة نراسل الوزارة ،أما الأدوية والمواد فنوزعها على المراكز ولكن قد لا تكون حسب الحاجة لأن محافظة حماة استقبلت أعداداً كبيرة من الوافدين فحصتها أقل من حاجتها، ولكن عموماً نسعى بكل جدية لإعادة بناء الثقة مع المواطن من خلال تحسين واقع الخدمات .
ونحن نقول :
حققت المراكز الصحية في فترة ما حضوراً مهماً ساهم في تلبية حاجيات المواطن والحفاظ على صحته، ولكن حالياً مع ترهل خدماتها وافتقارها إلى الكادر الطبي والفني ونقص الأدوية فالضرورة تقتضي تفعيلها ودعمها وتطويرها ومساعدتها لتأخذ دورها الهام في خدمة المواطن ولاسيما في الظروف الحالية التي أرهقت المواطن في جميع المجالات والمجال الصحي واحد منها .
نسرين سليمان