يستحوذ موضوع توفير الخبز المدعوم للمواطنين على أهمية اجتماعية واقتصادية وخاصة في ظل ما تعرض له رغيف الخبز من تحديات وصعوبات خلال فترة الحرب ومواجهته للعقوبات الاقتصادية ،ورغم كل تلك الظروف لم تحول من دون تحقيق إيصال الرغيف المدعوم للمواطنين بسعر مناسب وبنوعية جيدة من دون انقطاع ،ولما يزل رغيف الخبز القاسم المشترك بين جميع طبقات المجتمع ويُقدَّم للجميع .
منافساً للمخابز الخاصة
شهد رغيف الخبز الذي ينتجه المخبز الآلي في سلمية تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة منافساً للرغيف الذي تنتجه المخابز الخاصة محافظاً على الجودة والوزن النظامي والسعر المناسب .
ورغم تخفيض مخصصات المخبز الآلي من مادة الدقيق إلا أنه بقي قادراً على تأمين احتياجات المواطنين كاملة، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية له 26طناً يومياً من مادة الدقيق المدعوم ،أي بما يعادل 21 ألف ربطة يومياً توزع على ثمانية أكشاك وستة مراكز للمؤسسة السورية للتجارة.
لماذا العداد؟
يتميز العمل في المخابز جميعها بمشقته وصعوبته ابتداء بساعات الدوام الطويل وليس انتهاء بالتعرض للحرارة العالية ، عدا عن الدوام في العطل الأسبوعية والرسمية والأعياد وجميع المناسبات ،وتخفيفاً من متاعب العمال وما يتعرضون له من صعوبات في العمل تتمثل في الوقوف ساعات طويلة على خطوط سير الإنتاج والعمل الشاق بدون توقف ،فقد تم منذ بضعة أشهر تركيب عداد على أحد خطوط الإنتاج مهمته عد وفرز كل سبعة أرغفة وركنها جانباً لحين قيام عاملي التعبئة بوضعها في الأكياس .
وفرت عدد العمال واستثمارهم
في أعمال أخرى
مدير مخبز سلمية الآلي إياد يازجي عدَّ تركيب العداد طريقة حضارية وجيدة من أجل اختصار وقت وجهد العامل ، فالخبز الخارج من بيت النار يعرض في كثير من الأحيان أصابع العمال للحرق وخروج الدماء منها نتيجة ملامسة أرغفة الخبز الحارة مباشرة .
وهنا جاء العداد ليقوم بهذه المهمة ،ويقول يازجي :إن العداد اختصر وقوف العامل وعده وفرزه لأرغفة الخبز، كما أن الخط الذي وضع عليه العداد أصبح لايحتاج سوى لعاملي تعبئة فقط ،بينما الخط الآخر لما يزل 5عمال يقومون بجمع أرغفة الخبز وعدها وتعبئتها، كما أن العداد جعلنا نستثمر العامل في أعمال ومهام أخرى كمراقبة الخبز وعملية الإنتاج والتخلص من الرغيف السيء الذي لا يصلح للأكل ووضعه جانباً ليكون علفاً.
وأشار اليازجي إلى أن الفضل في تركيب العداد يعود إلى الشركة العامة للمخابز صاحبة الفكرة بوجود آلية تريح العامل على خطوط الإنتاج ،لذلك وجهت مخابز المحافظة بوضع عداد على خطوط إنتاج الخبز . وقمنا في مخبز سلمية بتطبيق الفكرة مباشرة بعد معرفتنا لأهم المعدات والمستلزمات والقطع التي تحتاجها ،وقمنا بالاستعانة بمهندس مختص واستوردنا القطع وقمنا بتطبيقها، ومن ثم تمكنّا من تصنيع العداد وتركيبه وتشغيله في الحال ،وعن تكلفة العداد المادية ،لم يصرح مدير المخبز عن سعره كون الشركة العامة للمخابز المعنية بدفع كامل التكاليف.
تجهيز آخر
وأضاف مدير المخبز: بعد ملاحظة النتائج المبهرة للعداد نحن بصدد تجهيز عداد ثانٍ من أجل الخط الآخر . ثاني مخبز بعد مخبز صحنايا
ويوجد توجه من الشركة بتعميم التجربة على جميع مخابز المحافظة في حال نجاحها ،ويعد مخبز سلمية ثاني مخبز في القطر وبعده وضعت 8مخابز العداد على خطوط الإنتاج.
أعطالها …وأخطاؤها
وفي ما يخص الأعطال التي يتعرض له العداد أوضح مدير المخبز أن العداد حاله كحال أي آلة الكترونية أو كهربائية معرضة للأعطال في أي لحظة ،ولكن كون القطع البديلة الداخلة في تصنيعها متوافرة في السوق وبكلفة محدودة، لامشكلة في صيانتها وإعادة تأهيلها .وريثما يتم إصلاحها لا يوجد مشكلة في التوقف حيث يقوم العمال حينئذ بعدّ وفرز الأرغفة .
عثراتها ضئيلة
وعن احتمال حدوث الخطأ أثناء عد الأرغفة وحدوث التصاق رغيفين ببعضهما ..أجاب اليازجي: إن نسبة الخطأ ضئيلة جداً ،فقبل مرور الرغيف من بيت النار يوجد عامل تخمير مهمته مراقبة وتقريص العجين ومرور الخبز على خط الإنتاج ،لذلك فإن أي رغيف خبز غير صالح للاستهلاك يتم سحبه ووضعه جانباً ،لذلك فإن 80-90%من الخبز يصل بنفس السوية والجودة إلى العداد.
لا إلغاء للمعتمدين
وحول ماتم تداوله عن صدور قرار بحصر البيع من المخابز مباشرة للمواطنين ،أكد مدير المخبز أنه لايوجد بعد تعليمات واضحة بهذا الشأن ولم يتلقوا أي أوامر بذلك .ولكن تم منذ فترة إلغاء المعتمدين لمنع الإتجار بمادة الخبز والاعتماد على منافذ البيع كالأكشاك وصالات السورية للتجارة ،وهو قرار قديم يقضي بإيقاف الاعتماد على المعتمدين في الأماكن التي يوجد فيها مراكز بيع تابعة للمخبز الآلي ،أما الأرياف التي لاتحوي أفراناً أو مراكز بيع، فالمعتمدون باقون لخدمة المواطنين .
تحديات تحول من دون الأمنيات
كما أعرب يازجي عن رغبته في إيصال الخبز إلى المواطنين بنفس الجودة التي يخرج فيها من بيت النار ، إلا أن وجود سيارة نقل وحيدة في الخدمة تؤخر وصول الخبز إلى الأكشاك والمراكز وتستغرق وقتاً أطول يفقد في أثنائها الخبز جزءاً من جودته وخصائصه ،لذلك سيكون الحال أفضل بكثير في ما لو تم تزويد المخبز بسيارة إضافية تضمن سرعة إيصال المادة إلى المدينة ،وتحرص على الالتزام بأوقات توزيع دقيقة للمواطنين.
سلاف علي زهرة