كانت وما تزال بعض العادات والتقاليد الشعبية موجودة بين الناس في محافظة حماة ومنها عادة شرب القهوة المرة فالقهوة هي ذلك الشراب الأسود المرّ الذي يُتخذ من مغليّ حبّات البن، والتي تفوح منها رائحة الهيل والبهار الزكية، ولها نكهة خاصة تنتشي لها نفس الشخص ولا يستطيع مقاومة إغرائها، فيحتسي منها رشفاتٍ قليلة تُنعش روحه وتعدل مزاجه وتعيد إليه راحته وهدوءه. والقهوة للكَيْفِ وإعدال الرأس والمزاج، وليست للشَّبع والارتواء، وهي لا تُشرب كي تمتليء منها البطون، ولذلك تُصَبّ منها كمية قليلة في قعر الفنجان، ونرى بعضهم يسكب شيئاً من القهوة إذا كان في الفنجان أكثر مما يجب. وإذا تأخَّرت القهوة على من تعوّد شربها واحتسائها فإنه يشعر بالدوخة والدُّوار، يشتهر البدو بالكرم والضيافة ويعتبر سجيه يتميزون بها عن سواهم..والقهوة العربية تعتبر من أهم رموز الضيافة وإكرام الضيف، حيث تغنوا بها كثيراً بأشعارهم وأحاديثهم اليومية.. فأصبحت القهوة العربية من أهم أسس الحياة الاجتماعية لديهم التي تربط كل فنجان قهوة يقدم للضيف فنجان الهيف ومعنی ذلك أنه عند جاهزيه القهوة يعمد المضيف أو من قام بتحضيرها بشرب أول فنجان من قهوته ليتأكد من جودتها ويسمی هذا الفنجان فنجان الهيف ، ثم يقوم بصب القهوة للضيف وهو الفنجان الأول بعد الهيف ويعتبر هذا الفنجان بمثابة العيش والملح بين الضيف ومضيفه ويطمئن كل منهما إلی الآخر … فنجان الكيف ثم يصب فنجان اللذة والاستمتاع بالقهوة فإذا أخذ الضيف فنجانه كضيف وأطمأن علی نفسه يأخذ هذا الفنجان الثاني ليجلب له اللذة والمتعة الخاصة بعد الفنجان الأول.. فنجان السيف وهو الفنجان الأخير وهو الفنجان الثالث بعد الهيف أي فنجان الفروسية والحرب فإذا أخذه الضيف يعني أصبحت بين الضيف ومضيفه رابطه قوية بإمكانه الدفاع عنهم والغزو معهم إذا وقع عليهم أي خطر مانشرب قهوتكم إذا كان الضيف له حاجة عند راعي القهوة، عندما يضيفونه فنجان القهوة ، يضعه أمامه ولا يشربه، هنا فيقول راعي القهوة للضيف ليش ماتشرب قهوتك، فيقول الضيف لي عندك طلب أذا ماتلبي لي طلبي (ماني شارب قهوتك)، فيقول له راعي القهوة، أشربها وابشر بما تريده يصبح، هنا الضيف يتناول فنجان القهوة ويشربه ، ويلبي له طلبه صاحب القهوة.
حسان المحمد
المزيد...