كثيراً ماتجذبنا تلك التحف والأنتيكا بأشكالها ورموزها المختلفة والمصنوعة من معدن كالبرونز أو النحاس أو الحديد ولكل منها سعر يرتفع بارتفاع سعر ذاك المعدن كما توجد تحف صنعت من مواد الجبس ومادة البورسيلين السائلة..وأخرى من خزف، لتظهر جمال تلك الموجودات ورغبة كل شخص باقتناء مايحلو له منها.
إلا أن ضائقة العيش وذاك الراتب الذي أصبح اليوم لإيفاء تراكمات الديون…لايدع مجالاً للتفكير بكماليات الحياة كشراء لوحة فنية أو تحفة أو تجديد أثاث أو غيره…
وباتت تلك الأنتيكا قابعة في محال التجار تنظر من يهتم لقيمتها ويقتنيها
مثل أشكال البابور ودلات القهوة النحاسية والصمديات والنحاسيات، و الآلات الموسيقية التي تزيد أعمارها على 100 سنة كالعود والمسجلات …
بداية المهنة
مهنة الأنتيكا بدأت في كل المدن ومنها حماة عن طريق بعض التجار المتجولين في الشوارع والحارات، يحمل التاجر على كتفه كيسا ينادي عمن عنده أشياء مستعملة ليبادلها بأوان حديثة ليبيعها بعد ذلك بمبالغ تكون أحياناً خيالية لقيمتها التاريخية أو أحياناً لندرتها ودقة صناعتها…يبادلون القطع القديمة كالأواني النحاسية القديمة بأخرى جديدة مصنوعة من الستالس ستيل، والقيشاني القديم بالزجاج المصنع والمزركش، والأباريق النحاسية القديمة بأخرى جديدة مصنوعة من الألمنيوم.
يؤكد صاحب محل قطع قديمة أن الكثير من الأشياء القديمة لها قيمة كبيرة ويندر تواجدها مع الزمن ولايعرف الكثير من الناس تلك القيمة ويبيعونها بسعر زهيد لمن أرادها.
وأن شراء الناس اليوم التحف والأنتيكا نادر جداً جداً بسبب غلاء المعيشة وقلة الدخل وبالكاد يحصّلون حاجاتهم اليومية..
فكنا نعتمد كثيراً على السياح الأجانب الذين يهتمون كثيراً بتلك الموجودات إلا أن الأزمة أثّرت أيضاً على تواجد السياح كالسابق.
وقال تاجر آخر مهتم بالتحف والأدوات الفنية القديمة إن عدم الشراء وقلة السياح الذين بالدرجة الأولى نعتمد عليهم في تجارتنا جعلني أبدل محلي الأنتيكا إلى مطعم فهذه الأيام صعبة علينا جميعاً وأثرت على التاجر وعلى المشتري معاً، فلم يعد المواطن السوري يكفيه دخله إضافة لبحثه عن عمل آخر يسانده في بقية الأيام، فكيف يتمكن أو يتوجه لشراء هذه التحف وهو بالكاد يؤمن لأسرته معيشتهم.
فسوق الأنتيكا والتحف يعتمد أولاً على السياح الأجانب، الذين يشترون البضاعة بهدف دراستها ، كتحفة سيف معتق منقوش بالزخارف والكتابة أو ساعة قديمة أو تمثال لحاكم أو مناضل أو فيلسوف..
للبحث عن تاريخ القطعة وقيمتها التاريخية…
ولايمكن للمواطن السوري اقتناء تلك الأشياء الجميلة والتي تكون منها قيمة ومهمة للاحتفاظ بها إلا أن محدودية الدخل وازدياد غلاء المعيشة الذي لايتناسب طرداً مع الرواتب المتشبثة بقوة بثباتها..يمنع الجميع من التوجه إلى شرائها.
* جنين الديوب