كانت الكمأة معروفة في الجزيرة العربية كطعام شهي لايتعب الإنسان في زراعته وسقياه وقد تحدث عن فوائده بعض علماء العرب
قال أبو عبيد :
(الكمأة كالمن الذي يسقط على بني اسرائيل سهلاً بلا علاج فهذه الكمأة لامجهود فيها ببذور ولاسقي).
وقد ورد كلمة ( الكمأة ) في المعاجم العربية حيث أطلق عليها هذا الاسم لاختفائها تحت سطح الأرض, ويقصد بها الداكنة اللون بينما سميت الثمار الماثلة إلى الحمرة ( بالجباة ـ والثمار الفاتحة اللون أو البيضاء بالفقع) ولها أسماء أخرى مثل ( الفجيجة ـ وبنت الرعد ـ وجدري الأرض ) وغيرها.
بنت الرعد
في منطقتنا العربية ذات البيئة الجافة تتساقط الأمطار وهي عادة مصحوبة ببرق ورعد وذلك خلال فترة قصيرة في فصل الشتاء أو الربيع ويعمل البرق على تكوين أكاسيد الآزوت في الهواء الجوي التي تذوب مع قطرات مياه المطر..
وتسقط على سطح الأرض محملة بالمواد الآزوتية اللازمة لنمو الكمأة في التربة الفقيرة لرمال الصحراء ، وعلى ذلك يرتبط ظهور الكمأة في مثل هذه المناطق بالأمطار الغزيرة الرعدية لذلك يطلق على الكمأة اسم ( بنت الرعد) .
وهذه الثمار مصدراً للماء /75%/ من وزنها ماء للبروتين الغني بالأحماض الأمينية الأساسية .
هذا بالإضافة إلى طعمها الفاخر ورائحتها العطرية .. توجد ثمار الكمأة عادة في الأراضي الفجيرية جيدة الصرف ، والمحتوية على نسبة الحديد وهذه الأراضي تكون فقيرة عادة ولا تصلح لزراعة المحاصيل الاقتصادية كما يعمل زيادة الكالسيوم فيها على سهولة تفككها وسرعة تحلل المواد العضوية إلى مركبات آزوتية تعمل على تشجيع نمو فطريات الكمأة .
تحت ظروف سوء التغذية في التربة الصحراوية ، وضعف المجموع الجذري للنبات حيث تنمو ( هيغات) الفطر حول الجذور وتنشأ علاقة تبادل المنفعة بينهما بعكس حال الأرض الغنية الخصبة فإنها لا تساعد على نجاح علاقة تبادل المنفعة .
وتتكون الأجسام الثمرية للكمأة نتيجة نمو ( هيغات) الفطر على جذورالعائل النباتي المناسب مكونة ما يسمى ( بالميكورهينز) ويتكاثر النمو الفطري مكوناً غلالة الهيغات وفي هذه الأثناء يحصل على فطر الكمأة والمواد الكربوهيدراتية من النبات بينما يمده هو بالمركبات النتروجنية .
ويسهل له الحصول على الماء الذائب فيه العديد من أملاح التربة كالفوسفور والثمار المتكونة تكون صغيرة الحجم تكبر تدريجياً مكونة أجساماً ثمرية ( أسكية) تشبه درنات البطاطا الصغيرة ذات سطح محبب وقد يصل وزن الثمرة الواحد إلى حوالى ( 1 كيلو غرام) .
ويلاحظ بعد هطول المطر أن الثمار تكبر في الحجم فتنشق الطبقة السطحية من الرمال فوقها مما يسهل ملاحظة وجودها .
نكهة وفائدة :
تتميز الكمأة بقيمتها الغذائية العالية ومكانتها الممتازة كطعام فاخر في كثير من بلدان العالم كما يستخدم مسحوق الكمأة كتوابل ذات طعم ونكهة فاخرة ، بينما تستعمل الأنواع ذات الرائحة العطرية النافذة في صناعة بعض أنواع العطور الفاخرة …
تنتشر الكمأة في كثير من الدول العربية مثل ( المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي ، وبلاد الشام ، وشمال أفريقيا)
ويرتبط وجود ثمار الكمأة بجذور أعشاب الصحراء .
إن الكمأة سر من أسرار الطبيعة وهبة من الله للإنسان ، وهي مجددة للحيوية ، ومعيدة للشباب .
( فقط تنتظر من يكتشفها ويزيل طبقة الرمال من فوق سطحها ) .
رامية الملوحي