إن الدعم النفسي والاجتماعي هو عملية تتضمن مجموع الخبرات التي يحتاجها الطفل والأسرة من خلال برامج وقائية وعلاجية هدفها تحقيق قدر جيد من التوافق النفسي والاجتماعي للطفل والأسرة وزيادة رفع إنتاجيتهم ودافعيتهم في مختلف المجالات .
ويبقى الطفل هو الأكثر حاجة لهذا الدعم, وفي ظل الوضع الحالي والأزمة التي تعرضنا لها كان لابد من الوقوف أمام أطفالنا فأطفالنا أمانة في أعناقنا يجب ألاّ ندعهم فريسة ظروف الحياة القاهرة، بل أن نكون على تواصل مباشر معهم فالأسرة هي الداعم الأقوى للطفل, فالطفل قد يكون معرضاً للأوهام والخيالات والخديعة بسهولة أكبر في العمر المبكر, لهذا كان للأسرة الدور الأكبر بمساعدته للخروج من تلك الأوهام والمشكلات بدون التأثير على صحته النفسية .
وفي ظل صخب الحياة أصبح الدعم النفسي والاجتماعي حاجة طبيعية, لذلك يجب أن يكون التدخل والدعم ذو تأثير إيجابي للطفل وعلينا ادراك مسؤوليتنا اتجاه أطفالنا بحيث نبعدهم عن الاختلال والاعتلال النفسي الاجتماعي الذي قد يصابون به نتيجة عدة عوامل منها اجتماعية واقتصادية تعانيها الأسر ة, ولقد أكد علماء النفس والخبراء النفسيون أنه من الضروري معرفة متطلبات المرحلة العمرية للطفل, فلكل مرحلة عمرية متطلبات خاصة فيها, حيث ينمو عقل الطفل وجسمه باستمرار مما يؤدي الى تغير متطلباته واحتياجاته, فإدراكه للأشياء يكون في نمو مستمر لذلك يحتاج إلى المعاملة التي تتناسب مع المرحلة العمرية التي يبلغها كي يستطيع التكيف مع المجتمع ومن حوله.
وهنا تقع علينا المسؤولية الكبرى, فيجب أن نبعد طفلنا عن كل المشاكل الأسرية بشقيها النفسي والاجتماعي, وأن نكون قريبين منه ليحقق التوافق النفسي الاجتماعي, وهذا بدوره يفرض على كل فرد من الأسرة مسؤولية خاصة ولعل الأم تحمل المسؤولية الأكبر منها, فالأم العاملة عليها ألاّ تجعل من عملها ذات تأثير سلبي على طفلها بل تعطيه من وقتها فلا يشعر بالوقت الذي تقضيه بعيدة عنه وهي في العمل, فيبتعد طفلها بذلك عن الغربة الداخلية والتي نرى الكثيرين يعانونها, وعلى الأم أن تجلس مع طفلها فتحاوره وتعامله كند وقرين لها لتسهم في بناء شخصيته بشكل سليم, وعليها أن تعمل على ايجاد خطة للتغيير الإيجابي لطفلها وذلك من خلال تنمية مهارات ابنها ومعارفه وقد يكون ذلك بوسائل بدائية وبسيطة وغير مكلفة, وهنا تسهم في جعله معافى اجتماعياً فالتعافي الجسدي وحده لايعني التعافي التام للطفل مالم يقترن بتعاف نفسي واجتماعي.
وتستطيع الأم أن تبعد كل ما يؤثر على الجوانب المعرفية لطفلها وذلك من خلال إبعاده عن كل ما يشوه فكره وعاطفته وخاصة المقاطع التي تنشر على اليوتيوب والتي نرى الكثير من الأمهات المهملات قد جعلن من أطفالهن فريسة سهلة للاعتلال النفسي غير آبهات بمستقبل طفلهن, وقد كثرت هذه الأيام ولم يقتصر على هذا بل نرى العديد من الأمهات قد أوكلن مهمة تربة طفلهن إلى أخواته أوالى قنوات التواصل الاجتماعي التي تشوه نفسية الطفل بل تجعله معاقاً نفسياً.
ان على الأسرة عامة والأمة خاصة أن تعي دورها في دعم نفسية طفلها وتشجيعه على تواصل أفضل مع محيطه وبطرق سليمة مدروسة وأن تساعده في بناء شعور أفضل بالذات والمجتمع, وعليها أن تعلمه احترام الآخرين في علاقاته معهم , فما نراه اليوم من مخرجات الأزمة من تفكك في بعض العلاقات الاجتماعية يجب ألاّ ينعكس على طفلنا بل علينا ترميم ذلك بإعادة التواصل الاجتماعي وتنمية الأسرة وزرع روح التسامح عند طفلنا وحب السلام ليعيش حياة هانئة مطمئنة, فالاطمئنان من أهم العوامل التي تفيد في ابعاد طفلنا عن الاعتلال النفسي.
وأخيراً نقول أن على الأسرة أن تعمل بشكل جدي لدعم طفلها وتقويمه وتأمين حياة هادئة مستقرة عاطفياً لأن ذلك له دور كبير في تنمية الطفل واستقرار نفسيته وتهيئته للدخول في مجتمع أوسع قد يكون المدرسة.
أيتها الأمهات لتجعلن من فلذات أكبادنا المحور الأول في اهتمامنا فالطفل غصن طري علينا مداراته لكيلا يكسر أو يعصر.
شذا الصباغ