الخدمات الفنية تتذرع بالظروف الجوية تأخر مشروع الصرف الصحي في الرصافة يهدد بكارثة بيئية

مشاريع خدمية كثيرة رغم أهميتها تسببت الحرب التي تمر بها بلادنا في توقفها، وبالتأكيد المواطن يقتنع عندما تكون الظروف قاسية، أما عندما تكون الأسباب لتوقف مشروع هنا وآخر هناك، هي الإهمال والمماطلة والتأجيل حكماً لن يقتنع المواطن بل سيلقي أشد اللوم على الجهات المعنية التي لم ترأف بحاله ولم تشعر بمعاناته لأنها وعلى حد قوله من يده في النار ليس كمن يده في الماء .
مشروع الصرف الصحي في قرية الرصافة التابعة لبلدية الشيحة في منطقة مصياف توقف نتيجة اعتراضات الأهالي ومختلف الفعاليات في قرية البيضا على تنفيذ المشروع بعد أن تبين أن مصبه ينتهي إلى نهر البيضا ما سيؤدي، إلى تلوثه وبالتالي سيؤدي إلى حدوث أضرار صحية وبيئية كبيرة.

شكاوى بالجملة
مئات الشكاوى تقدم بها المواطنون في قرية الرصافة تحدثوا بها عن معاناتهم لناحية عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي وعشرات المرات طرحت بها المشكلة وبعد مراسلات واجتماعات وقرارات وإجراء دراسات توصل المعنيون إلى إيجاد حل مؤقت أو إسعافي كما أسموه، وهو إقامة ساتر ترابي أو حفرة تنتهي إليها نهاية المشروع بدلاً من أن تنتهي إلى نهر البيضا ريثما يتم وصله مع المحور الإقليمي ولكن للأسف الحل بقي على الأوراق من دون أن يحرك ساكن حتى اليوم، علما أن وضع الأهالي في قرية الرصافة سيئ جداً فهم يعيشون وضعاً مأساوياً بسبب الطوفان المتكرر للحفر الفنية المنتشرة بين منازلهم ولاحول ولاقوة لهم إلاَّ القيام بتعزيلها بين الحين والآخر رغم تكاليفها .
يقول الأهالي: في القرية نعيش وضعاً مأساوياً فلا يوجد من يشعر بمعاناتنا وفي كل مرة نتقدم بها بالشكاوى تكون الإجابات: الدراسات انتهت وبانتظار التنفيذ وهانحن ننتظر ولكن انتظارنا ممزوج بالمعاناة اليومية والخوف والقلق من انتشار الأمراض التي ستنجم حكماً عن سيلان المياه الآسنة على شوارع القرية وبين منازلنا ،وعن الروائح الكريهة التي تنتشر وتزكم أنوفنا وتمنعنا من فتح الأبواب والنوافذ والخوف والقلق يزداد بالطبع كوننا على أبواب فصل الصيف أي احتمال حدوث الأمراض سيتضاعف وانتشار الحشرات والذباب سيكون أكثر في الوقت الذي نسمع به عن ضرورة المحافظة على البيئة والوقاية من أمراض الصيف وغيرها من الشعارات التي لاوجود لها على أرض الواقع عدا عن المناظر المسيئة والمزعجة فقد وصل الأمر إلى حد لا يطاق.
لا حل أمامنا
ويتابعون حديثهم قائلين: نعلم أننا نرتكب مخالفة عندما نقوم بتحويل المنصرفات إلى الشبكة المنفذة والتي لا يمكن استثمارها حتى يتم تنفيذ المصب أو على الطريق ومن حق البلدية تنظيم الضبوط بحقنا، ولكن لا حل أمامنا لأن شفط الحفر الفنية مكلف ونحن كما غالبية الناس ظروفنا لاتسمح بدفع ما يزيد عن 30 ألف ليرة في كل مرة كأجر للآلية وكأنه ما كان ينقصنا هو دفع هذه المبالغ! .
ما يزيدنا غبناً
يقول أحد المواطنين في القرية: ما يزيد الغبن في نفوسنا أن القرية لها طابع سياحي وأثري مهم فهي مشهورة بقلعتها التي تجاورها المياه الآسنة من كل جانب وطبيعتها الخلابة وهي إحدى المحطات الرئيسية على طريق مصياف- وادي العيون، فأين الاهتمام بالقرى السياحية؟. ومن جهة ثانية إن التلوث الموجود في القرية يهدد مياه الشرب لأن شبكة المياه مهترئة ومن الممكن أن تختلط المنصرفات مع مياه الشرب وكل هذا والجهات المعنية تقف مكتوفة الأيدي.
حلول مؤقتة
رئيس بلدية الشيحة عبد الرحيم حسن يقول: المصب الذي كان مقرراً تنفيذه ،مساره إلزامي ولابديل عنه بسبب الطبيعة الطبوغرافية للقرية وتوقف نتيجة احتمال التلوث لنبع قرية البيضا التي تقدم أهلوها بشكاوى كثيرة كون النهر يمر ضمن القرية ويعتمد عليه الأهالي كمصدر لمياه الشرب أو لري المحاصيل الزراعية.
كما يعد مغذياً للشلالات التي تشتهر بها القرية أي إن وقوع التلوث أمر محتوم لذا وكي نخفف من معاناة الأهالي في قرية الرصافة ومن جهة ثانية كي نبعد شبح التلوث عن أهالي قرية البيضا تم اقتراح حلول مؤقتة أو إسعافية ، وهي إقامة حفرة فنية كتيمة وساتر ترابي ينتهي إليها المشروع ريثما يتم وصله مع المحور الإقليمي للبيضا ، تنفيذ المقترح في غاية الأهمية لأن الوضع الذي يعيشه الأهالي في القرية لا يحتمل ولا نبالغ إن قلنا عنه إنه مأساوي لأن منصرفات المياه ستبقى مكشوفة في الطرقات إضافة إلى الطوفان المتكرر، علماً أننا نساعد الأهالي في تأمين آلية لشفط الجور على حسابهم علماً أننا نفذنا خطي صرف صحي بمسافة لاتتعدى 300 م .هي غير مستثمرة ولايمكن استثمارها إلا بعد تنفيذ المصب أو الحفرة التي سننفذها طبعاً وقسم من الأهالي قام بتحويل منصرفاته إليها .
الدراسات منتهية
وأضاف: منذ أكثر من شهرين والدراسات منتهية لتنفيذ الحل المقترح وقد تم تقديمه إلى مديرية الخدمات الفنية للاطلاع عليه والمباشرة فيه ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر، وهي تقدم لنا الوعود وفيما يخص شبكة المياه المهترئة في الرصافة فقد قدمنا الدراسة وهي جاهزة في مديرية المياه و لكن لم يتم أي تحرك بهذا المجال.
الحق على الظروف الجوية
محمد المشعل مدير الخدمات الفنية بحماة قال: الظروف الجوية حالت من دون قيام اللجنة بالكشف والاطلاع على الموقع وكيفية تنفيذ الحفرة أو الساتر لأنه إذا لم تدرس بشكل جيد من الممكن أن تجعله الأمطار أو السيول التي تشتهر بها المنطقة ينهار وإن شاء الله زيارتنا ستكون قريبة جداً وخلال الأسبوع الحالي بعد أن استقرت ظروف الطقس.
لا يحتمل التأجيل
ونحن نقول :
الموضوع لا يحتمل التأجيل أو المماطلة ولاحتى الوعود، يحتاج إلى فعل وتحرك سريع قبل أن يقع الفأس بالرأس على حد قول المثل وما نود سؤاله: لم تنتظر الجهات المعنية في كل مرة حتى تقع المصيبة حتى تتحرك؟ فكم من قرية تعاني من انتشار اللاشمانيا التي شوهت الوجوه وكم من قرية عانت من التهاب الكبد نتيجة اختلاط المياه الآسنة مع مياه الشرب وكم…. وكم هي الحالات التي سمعنا ونسمع بها عن الآثار الكارثية لمخلفات الصرف الصحي ،عدا عن المناظر المسيئة ويزداد الطين بلة في الأماكن التي يكون لها طابع أثري وجمالي، فما نتمناه هو أن تتحرك مديرية الخدمات الفنية للاطلاع والبدء بتنفيذ الحفرة.
نسرين سليمان

 

 

المزيد...
آخر الأخبار