يجني أرباحه التجار ويخسرها المربون 11500 رأس بقر بمصياف وكيلو الحليب 250 ليرة

كغيره من السلع والمواد ارتفع سعره ولم يبق على حاله ..حليب الأبقار الذي يعد من أهم الوجبات الغذائية على موائدنا ولايمكن الاستغناء عنه ولا عن مشتقاته العديدة التي ارتفعت أسعارها، أيضاً كون الحليب هو المادة الأساسية في تصنيعها، والغريب هو التباين في أسعاره بين منطقة وأخرى! ففي مصياف المدينة يباع بين 225-250ليرة في حين أنه يباع في مناطق أخرى بين 130-150 ليرة علماً أن رقم 250 أو 225 لاتصل إلى يد المربي غالباً بل يوجد أكثر من وسيط هو المستفيد، لأنه في الوقت الذي نسمع فيه المواطن يشكو من ارتفاع سعر الحليب أيضاً نسمع المربي يشكو من ارتفاع التكاليف، ودائماً يتحدث عن أن التكلفة تقارب الأسعار التي يباع بها الحليب إن لم يكن أكثر .

توافر المادة يحدد سعرها
يقول أحد المربين: السبب في تباين الأسعار يعود إلى توافر المادة، ففي المناطق أو القرى التي يتوافر فيها الحليب بكميات كثيرة تنخفض الأسعار لأن المربي مضطر للبيع أولاً ليؤمن مصدر دخل لأسرته، ومن جهة أخرى فهو لايستطيع الاحتفاظ به ،والغالبية لايملكون وسائل لتبريده أو ليس لديهم الوقت لصناعة مشتقاته التي لاتتوافر أسواق لتصريفها بشكل دائم، في حين أن بعضهم وحتى لا يبيع بأسعار زهيدة يلجأ إلى الصناعات المنزلية كالجبن واللبن والقريشة وينتظر ليبيعها بأسعار مناسبة له أحياناً تعادل ضعف عائدات بيع الحليب .
وأضاف قائلاً: حتى إن بعض المربين يضطرون للبيع بأسعار 110-125ليرة (للحلاب ) الشخص الذي يجمع الحليب ويتحكم ببيعه بأسعار تحقق الربح له لتصريف المادة وأحياناً لعدم توافر السيولة معه لشراء العلف، وهنا يكون المواطن اشترى بأسعار مضاعفة والمربي باع بأسعار زهيدة جداً أبداً لاتتناسب مع التكاليف الكثيرة التي يدفعها.
إضافة إلى وجود سبب آخر يسهم أيضاً في انخفاض سعر الحليب تحدث عنه مربٍ آخر قائلاً: اعتماد بعض المربين على الرعي لأبقارهم ما يخفف من استهلاك المادة العلفية التي تعد أسعارها مرتفعة إذا ما اشتراها المربي من القطاع الخاص الذي يقصده غالبية المربين بعد أن أصبحت المادة العلفية في القطاع العام غير مرغوبة، ومواصفاتها غير جيدة تؤثر في إنتاجية الأبقار، فمن المعروف أن العلف الجيد يسهم في إدرار الحليب بشكل أكبر .ومن ناحية أخرى معظم المربين عمدوا إلى تخفيض كمية العلف لأبقارهم، فمثلا البقرة الحلوب التي تعطي يومياً من20-30 كيلو حليباً تحتاج إلى 10-13كيلو علفاً ولكن في ظل الأسعار المرتفعة وحتى لايخسر، بات المربي لايقدم للبقرة الواحدة أكثر من 4-6كيلو وهذا حكماً سيؤثر في إنتاجية الحليب، هذا والعلف جيد والبروتين فيه جيد ومع ذلك تتأثر كمية الحليب، فكيف إن تم التخفيض والمادة العلفية غير جيدة ومن ناحية أخرى فإن الأعلاف في القطاع الخاص اقتصادية بشكل أكبر كونها تأتي على شكل كبسولات وأيضاً مستساغة من قبل الحيوان، أما في القطاع العام فهي مادة مجروشة ويهدر منها كميات كبيرة أثناء النقل.
أمر مقلق
أما ماتمناه جميع المربين أن تعود كما كانت في السابق ذات مواصفات جيدة وأسعارها منافسة، هذا ما أكده عدد من رؤساء الجمعيات الفلاحية الذين قالوا :عدا عن فرق الأسعار الكبير هناك أمر آخر يقلقنا في الأعلاف بالقطاع الخاص، هو عدم الرقابة عليها حيث يضاف البروتين بطرق غير مشروعة لابل إنه يضاف سماد اليوريا لرفع نسبة البروتين وقد طالبنا بمعالجة ذلك مرات عديدة وفي أكثر من مؤتمر ولكن من دون جدوى.
مكرهون لا أبطال
المواطنون وفي حديث لهم قالوا: نحن مضطرون لشراء مادة أساسية سواء الحليب أم جميع مشتقاته، أي مكرهاً أخاك لابطل فأصحاب المحال يتحكمون ببيعها كما يريدون ونعلم أن سعره لدى المربي أقل بكثير، ولكن التاجر هو المستفيد دائماً وهنا نقول : إنه يمكن للجهات التموينية ضبط الأسعار في حال متابعتها إلا أن قلة المتابعة والتقصير يجعل التاجر يحدد الأسعار التي يريدها، المواطن هو الضحية دائما كالعادة .
معمل ألبان وأجبان
وأضافوا قائلين: منطقة مصياف بحاجة ماسة إلى معمل ألبان وأجبان يتم فيه جمع الحليب من المنطقة بالكامل وهذا سينعكس حكماً على المواطن حيث يرحم من الاستغلال والتحكم، ويلغى دور الوسيط.
الأعلاف جيدة
مدير مؤسسة الأعلاف عثمان دعيمس قال: المادة العلفية بكل أنواعها متوافرة سواء الذرة أم النخالة أم الشعير والكسبة ولكن المادة العلفية ليست على شكل كبسولات وإنما موجودة على شكل مادة مجروشة وهي ذات مواصفات جيدة، وأسعارها مناسبة ومنافسة فالكيلو يباع بـ 93 ليرة فقط ولايوجد فيها أي مواد غريبة حتى نسبة البروتين فيها ووفقاً للتحاليل المخبرية التي أجريت لها فهي مطابقة للمواصفات والنتائج دائماً تبين أن نسبة البروتين 8،15علماً أن الحد القياسي وحسب المواصفات السورية 16 فقط .إن المادة العلفية حين تكون على شكل كبسولات أولاً تكون مرغوبة تسويقياً من حيث الشكل وأقل هدراً ومستساغة للحيوانات هذا هو الفرق علماً أننا نحاول جاهدين قبل نهاية العام إصلاح آلة الكبسلة التي تعطلت منذ عام 2013 ومنذ ذلك الوقت ونحن نحاول ، إلاَّ أن كل محاولاتنا باءت بالفشل وذلك بعد إعلان 5 مناقصات إلا أن تعطلها لم يغير من مواصفات المادة، إنما فقط من شكلها وأضاف: أعطينا تعليمات لدائرة الأعلاف في مصياف لعزل أية مادة علفية في حال تغير لونها أو أي من مواصفاتها أو صدور رائحة منها .
11500 رأس بقر
وعن عدد الأبقار في منطقة مصياف قال رئيس دائرة الثروة الحيوانية في مصياف الدكتور حسان بشور : يوجد 11500رأس بقر نصفها منتج ويبلغ متوسط إنتاج البقرة الواحدة يومياً 15-20كيلو علماً أن الإنتاج تحسن كون الأبقار الموجودة مهجنة .
ونحن نقول:
الأمر المهم هو العمل على توفير المادة بأسعار مقبولة للمواطنين وهذا لن يكون إلا بإحداث معمل ألبان وأجبان في منطقة مصياف التي ينقصها الكثير والكثير لناحية أنها منطقة واسعة تضاعف عدد سكانها خلال السنوات الأخيرة، فالمعمل هو الضمانة لحق المربي وحق المستهلك الذي أنهك من كثرة الاستغلال وفي جميع المجالات .
نسرين سليمان

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار