رذاذ ناعورة : أطباء الدولار

ملعون هذا الدولار ،فقد تدخل في مختلف سبل الحياة ،بدءاً من ربطة البقدونس وصولاً إلى المعاينة الطبية ، نعم أيها السادة أصبحت المعاينة الطبية مرتبطة بأسعار صرف الدولار وأصبح علينا أن نقنن حتى في أمراضنا ، فلايجوز أن نزور الطبيب إلا في الحالات القريبة من الموت ،وعندها سنرى الموت بعينه قبل أن يدركنا، فمسألة ارتفاع أجور معاينة الأطباء صارت فلكية وباتت هاجساً يضاف إلى قائمة هواجس المتطلبات المعيشية اليومية، فقد أصبح أجر الكشف الطبي مرهوناً بالمنطقة التي توجد فيها العيادة ، وحسب شهرة الطبيب واسمه.
وللأسف فقد تجاهل معظم الأطباء الضوابط الموضوعة لتسعيرة المعاينة ، وخصوصاً أولئك الذين ذاع صيتهم وحددوها وفق مزاجية لم تحرك ساكناً لدى الجهات المعنية، بل المطلوب من المواطن دائماً أن يبادر ويقدم شكوى وكأن الرقابة المختصة غير موجودة في وقت أن صدور التعرفة تم وفق قرار مبني على نص قانوني ،وهذا يعطي صفة الإلزام.
ضمن هذه المعمعة والضبابية في سيادة القانون بات الكثيرون يفضلون عدم الذهاب للطبيب فيتجهون مباشرة إلى الصيدلية لإحضار الدواء حسب التقدير الشخصي لسبب الألم.
وعندما تسأل الجهات المسؤولة يؤكدون أنهم يراقبون ويعاقبون حتى تخال أن الأطباء يراعون القسم الذي أقسموه على خدمة المرضى ووضع الجانب الإنساني في الدرجة الأولى، وبإمكانك زيارة أحد هؤلاء في عيادته لتجد أن معاينته تفوق غيره !
والمتابع للواقع الطبي أو لبعض الممارسات الطبية في العديد من العيادات والمشافي والمراكز الطبية لن يستطيع تجاوز تلك الشريحة ممن يسيؤون إلى مهنة الطب وإلى سمعة زملائهم الذين نفخر بهم داخل البلد وخارجه، ونحن حين نتحدث عن تلك البقع السوداء في الممارسات الطبية لانعمم بل نعني هؤلاء الذين حولوا المهنة إلى تجارة ولايعبؤون بأحوال المرضى،وهمهم الأول تعبئة الجيوب لمواكبة متطلبات العصر.

فيصل المحمد

المزيد...
آخر الأخبار