في أمسية غنائية على مسرح دار الأسد للثقافة كان جمهور حماة على موعد مع الأصالة والتراث ضمن سلسلة حفلات فنية لإحياء الزمن الجميل لعمالقة الطرب العربي الأصيل أحياها الفنان شادي عبد الكريم وفرقة نواعير الطرب بقيادة المايسترو عازف الأورغ الفنان ماهر عثمان آغا.
تجربة جديدة
الفنان شادي عبد الكريم وصفها بأنها تجربة جديدة من شأنها تصحيح مسار الذائقة السمعية للأجيال الصاعدة التي خربتها « الأغاني التجارية الهابطة « خلال السنوات الأخيرة الماضية ولاأنكر أنني كنت قلقاً بعض الشيء قبل الأمسية لأن بعض من الشباب اعتاد على لون معين من الفيديوهات الرخيصة التي تعتمد على الصورة الخلاعية والكلمة الممجوجة لكن سرعان ماتبدد هذا القلق عند مشاهدتي في بداية الحفل جمهوراً متميزاً ملأ صالة المسرح.. جاء ليستمتع بالطرب الأصيل حيث كانت مناسبة جميلة شعرت خلالها بسعادة عظيمة لتفاعل هذا الجمهور الذواق والجميل في آن معاً منذ بداية الحفل .
وأضاف الفنان عبد الكريم :
قدمت في البداية أغنية «أي دمعة حزن لا لا ا « وهي كانت عنوان اللقاء الفني، فجمهور سورية يليق به الفرح ومن ثم» موعود – سواح – نبتدي منين الحكاية – على حسب وداد قلبي – كامل الأوصاف -قارئة الفنجان – زي الهوى « وجاء اختياري للعملاق عبد الحليم حافظ في أول لقاء من سلسلة لقاءات الفن الجميل من توافق عشق الأجيال لصوته ورومانسيته والأداء الأنيق وقرب ذكرى رحيله الذي يصادف في الشهر القادم ، وكون الجمهور الحاضر كان ذواقا استمر الحفل لأكثر من ساعتين كانتا الأجمل على الإطلاق ..
الفنان ماهر عثمان آغا مايسترو الفرقة قال :
التجربة رائعة من شأنها رفع مستوى التذوق الغنائي لدى المتلقي في زحمة ماتطرحه الفضائيات من فيديو كليبات رخيصة وألحان موسيقية هابطة مضمونا وشكلا وأتوقع بل وأجزم بنجاح تلك التجربة لمعرفتي بالجمهور الحموي الذواق للفن الطربي الأصيل علماً أننا « أعضاء فرقة نواعير الطرب وشادي عبد الكريم بذلنا جهداً هاماً لنصل للمستوى المطلوب وعانينا ماعانيناه من بذل كل مابوسعنا على مدار شهرين من الزمن قبيل الحفل ، لكن ماأفرح قلوبنا هو الإقبال الكبير للحضور من الجمهور المتميز الذي أشعرنا بأن الفن بخير رغم كل مايطرح لتخريب الذائقة العربية للفن والطرب والموسيقا ولاننسى مابذله وماسيبذله الفنان شادي عبد الكريم من جهد هام لإيصال كل ماهو جميل وعريق للجمهور السوري. بقي أن اقول إن الاقتراب من عمالقة الزمن الماضي كالعندليب عبد الحليم حافظ والسيدة ام كلثوم كوكب الشرق والموسيقار محمد عبد الوهاب وغيرهم يخيف أعداء الموسيقا العربية، نتمنى النجاح والتطوير لفرقة نواعير الطرب والفنان شادي في هذه التجربة.
بعض الآراء ..
سامي طه مدير الثقافة قال :
ضمن متابعة مديرية الثقافة لما تقدمه من أنشطة فنية ترفيهية وتنسجم مع الذوق الراقي لجمهور المحافظة حريصون على تبني كل ماهو مفيد للحركة الثقافية ،وحقيقة ماقدمته اليوم نواعير الطرب والفنان شادي عبد الكريم هو الأصالة والإبداع هو الفرح الذي يليق بالجمهور السوري وعزفوا على أوتار الجمال والنشوة للجمهور الذواق الذي أتى إلى مدرجات دار الأسد للثقافة من أرجاء المحافظة كافة .
معمر السعدي نقيب الفنانين في حماة:
تكمن أهمية هذه الأمسية بجمهورها المتميز والذي أشعرنا بأن الفن بخير رغم انتشار الموسيقا المريضة الهابطة خلال السنوات الماضية ، تحية للشادي شادي عبد الكريم الكبير ولفرقته الموسيقية والتي بذلت جهداً هاماً في التحضير لهذه الأمسية ، ولاننسى بأن الاقتراب من العملاق عبد الحليم حافظ من خلال أغانيه العبقرية و المليئة بالفلسفة والأداء الاستثنائي يسجل لهم جميعا .
كمال الديري باحث موسيقي ومدير نادي الفارابي الموسيقي:
إذا أردت ان تعرف حضارة أمة فاستمع إلى موسيقاها ، فمن خلالها تقاس حضارة وتقدم الشعوب .
الأمسية تتضمن رسائل عدة أولها دعوة السوري بأن يخفف دموع الحزن ويذرف دمعة الفرح بالنصر وهي أيضاً دعوة للأجيال الصاعدة بتقصي تراثنا الموسيقي و الغنائي العربي « الكلاسيكي» لتصحيح ذائقتهم السمعية .
شكراً مديرية الثقافة الراعي الأول للحركة الثقافية بالمحافظة على رأسها سامي طه ، شكراً لفرقة نواعير الطرب بقيادة المايسترو ماهر عثمان آغا صاحب الأنامل الذهبية والشكر الجزيل لأمين الأغاني السورية والتراث الغنائي العربي زرياب الألفية الثالثة الفنان الغريد شادي عبد الكريم ، وكل الشكر والتقدير للجمهور الحموي النوعي .
باسل سكر مدير معهد نجيب السراج للموسيقا : لون غنائي جميل مختلف عما سمعناه من قبل الفنان الرائع شادي عبد الكريم والفرقة الموسيقية بقيادة الفنان ماهر عثمان آغا فرقة متميزة متنوعة بالعازفين وبآلات مختلفة نقلتنا إلى عالم العندليب عبد الحليم الممتع والانسجام مع الجمهور .
المهندس محمد قنا رئيس جمعية الخطاطين: تجربة غنائية في غاية الروعة استمتعنا بها كثيراً ، أخذت أرواحنا لعالم متميز وجميل ، عالم الكلمة الرومانسية الجميلة ، واللحن والصوت كانا منسجمين جداً والفنان شادي من أجمل الأصوات ، هو وفرقته أسعدونا.. نتمنى لتلك التجربة النجاح وكل الشكر للفرقة والمطرب ومديرية ثقافة حماة.
طلال الصالح ممثل مسرحي: أمسية موسيقية غنائية مميزة والدليل على هذا الحضور الكبير المحب للكلمة الجميلة واللحن المميز والغناء الأصيل .
بقي أن نذكر أن بعض الجمهور حضر من دمشق وحلب وحمص إضافة الى جمهور حماة الذواق الذي أتى من جميع أرجاء المحافظة .
عمر الطباع