في عام 1943 تم التحضير في معرة النعمان لاحتفالية كبيرة في ذكرى الألفية لرحيل رهين المحبسين الشاعر أبي العلاء المعري . حيث تم تشكيل لجنة تحقيق في موروث أبي العلاء المعري ، برئاسة عميد الأدب العربي طه حسين في مصر .
في النصف الثاني من عام 1944أقيمت الاحتفالية بحضور ثمانين وفداً من كافة أنحاء العالم تضم أدباء وشعراء وسياسيين بالقرب من ضريح أبي العلاء المعري . وقد ألقى عدد من الشعراء كلماتهم بهذه المناسبة ومنهم الشاعر بدوي الجبل الذي قال :
الدهر ملك العبقرية وحدها لا ملك جبار ولا سفاح
وفي ختام فعاليات المهرجان قام المرحوم منير الباكير البرازي الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية حماة وقتها بدعوة جميع الحضور لوليمة غداء في فندق أبي الفداء بحماة حيث كان من أبرز الحضور عميد الأدب العربي طه حسين والأديب عبد القادر المازني وشعراء من دمشق ومن حماة مثل الشاعر بدر الدين الحامد وأحمد الجندي وعمر يحيى وقدري العمر وآخرون ، وذلك أثناء مرورهم من حماة باتجاه دمشق .
كان موقع فندق أبي الفداء يقع أمام ناعورتي الجسرية والمأمورية ؛وقد فتن الأديب طه حسين بصوت الناعورة وطلب أن يقترب منها حيث سحر بصوتها وبرذاذ الماء المنبعث من تلك النواعير.
وبعد انتهاء الزيارة توجه الضيوف إلى دمشق حيث أقاموا في بلودان وتم تقديم الطعام خالياً من اللحوم والدسم. وكل الأطعمة التي امتنع عن تناولها الشاعر أبو العلاء المعري لم توجد على تلك المائدة تكريماً لذكراه .
ويذكر أنه في نهاية العام الماضي أقيم مهرجان أبي العلاء المعري الرابع عشر في المركز الثقافي بحماة بسبب الظروف التي تمر بها محافظة إدلب، فقد أقامت مديرية الثقافة بإدلب المهرجان ولمدة ثلاثة أيام شارك فيه أدباء من حماة وإدلب وعدد من المحافظات .
ماجد غريب