ترك لها قبل سفره كلمات.. قرأتها مراراً حتى سكنت الفكر والقلب:
اعتيادي قربك صعب
واعتيادي بعدك أصعب
قد تسربت من مسامات جلدي
كما تتسرب النسمة
أجابته:
ياصديق العمر..! الكتابة إليك أحبها، أرتاح في أجوائها, لأنها وطني الغافي في عينيك , وأنا منفية عبر ذاتك منذ زمن لاتاريخ له.
إن البعد صعب قرأت رسالتك مرات ومرات, كانت حروفها تركض مسرعة إلى أعماقي.. حاورت نفسي بكلماتها, وبحثت بين السطور عن صورتك التي التصقت منذ سنين طويلة في زحام مشاعري، فأجد ابتسامتك المشرقة أمامي تمنحني أملاً مشرقاً بالحياة.
كم تخطر في ذاكرتي! وطيفك في حلي وترحالي,وكأنني عنك في رحلة بعيدة.
على الرغم من إننا نسكن مدينة واحدة, نلتقي مصادفة وتلتقي عيوننا فتتحدث دون لغة لأن لغتنا السرية تسكب معناها في صمتنا.
أتذكر عندما التقينا ذات أمسية وحدثتني عن الحب.. والبعد.. واللقاء..
قلت لك:
إن الحب لاعصر له.. ولا زمن.. ولا وطن، إنه يحتاج إلى امرأة ورجل وإرادة تتحدى الظروف وتصنع المستحيل, وأنا ياصديقي! أصبحت امرأة مسكونة بآلاف الهواجس والاحتمالات, لأنك عودتني قربك وهذا ليس صعباً مهما كانت أسبابه وظروفه.
أتخشى البعد؟ هذا ليس مستحيلاً وليس صعباً.. إنه يحتاج إلى الجرأة في الحب.
هل أقول أحبك؟..
بودي لو أقولها بملء صوتي.. لو أوزع حروفها على العالم ثم أمسك بيدك ونعبر معاً دروب الحب وظلال الفرح.. بودي لو نلتقي, ونجمع نثار الأمل الذي نحيا به أنا وأنت ثم ننسج من خيوطه حكاية حب إنسانية راقية.
رامية الملوحي