قصيدة الشاعر

ضَـوءٌ يُـسـافِرُ فــي الـظّـلامِ كَـليلا
وحَمامَةٌ تَـبكي الرَّبـيـعَ هَــديـلا

وحِـكايةٌ نَلْقى بِكُـلِّ فُـصـولِـها
عَـيناً يُـضَـمِّـخُ دَمـعُـها مِـنـديـلا

يَتَوَسَّدُ الذِّكرى ويَلْتَحِفُ الـهـوى
ليعودَ طِـفـلاً بـالـهُـمومِ الأولـــى

يَتَنَهَّدُ الأمَلُ الـسَّـنِيُّ بـوجـهِهِ
حَتّى نرى يــأسَ الـوجـوهِ عَـلـيلا

مِنْ ثَـغرِهِ يَـنـسابُ شَـهْدُ بـلاغـةٍ
صِدقاً ويعرفُ لـلـقـلوبِ سَـبـيـلا
وتُرَتِّلُ النبـضَ البريءَ حُــروفُـهُ
كالزَّهرِ يتلو عـطــرَهُ تــرتـيـلا

 

يَسْريْ بِأعْطافِ القُلوبِ كَمَا السَّنَا
يَـتَسَلَّقُ الفَـجْرَ المَهيبَ خَـجُـولا

هُوَ بالغُموضِ يَـبُـثُّ سِحْرَ فُـتونِهِ
ليْتَ الـضَّـمـائرَ تُحْسِـنُ التَّأويلا

 

هُوَ ديْمةٌ عَـنْ خَـصْبِ روحٍ فَتَّشَتْ
عَـنْ رَوضَـةٍ كَـيْ تَستَطيعَ هُطُولا

هُـوَ عالِمٌ .. والـجَـهلُ فـيـنا زادَهُ
عَـنَّا وعَــنْ أَرَقِ الحياةِ ذُهُـــولا
تَقْـتـاتُهُ الأحْـزانُ في أشــعـارِهِ
ويَزيـدُهُ الـهَـمُّ الـجَـسـيمُ نُحُولا

يَـسْـتَيْقِظُ المعنى بِـشُـرْفَةِ رُوحِـهِ
بالبَـوْحِ فَـصَّـلَ سَـمْـتَـهُ تَـفْـصـيلا

بِغِنائهِ ثَمِلَ الــصَّـبـاحُ صَـبَـابَـةً
ولـنَـوْحِـهِ كانَ المـسـاءُ خَـلـيـلا

حَتّى إذا مَلَّ الــزَّمـانُ نَـحـيـبَهُ
ألـقـى بهِ فَوقَ الحُـروفِ قَـتيلا

فَيَموتُ مُحْـتَرِفاً صِـياغَـةَ قُـبْـحِنا
جُمَلاً .. ويبقى في السُّطورِ جَميلا

هُوَ راحِـلٌ خَـلْـفَ الدَّقـائقِ إنَّـمـا
أبياتُهُ لا تَسْـتَـطـيـعُ رَحيلا

لاتَـعْجَبَنَّ إذا الزَّمــانُ اغْــتــالَـهُ
أُمَمُ الجَـهالَةِ كَـمْ قَتَلْنَ رَسُـولا

يا بـسـمةً مِــنْ ثَـغْـرِ طِـفْـلٍ هَـائمٍ
بَسماتُهُ لا تَعرِفُ التَّأجيلا

بِظَـلامِ رَمْـسِـكَ آنَـسَـتْكَ قَـصـائدٌ
وَبَكَـتْ ليُـمْسِيَ دَمْـعُـها قِـنْـديلا

صَـلّى عليكَ الشِّعْرُ حُـبّاً وانحنى
يُهديكَ مِنْ أبياتِهِ إكْليلا

أنس الحجّار

المزيد...
آخر الأخبار