قصة قصيرة : فوضى

جميعُ تلكَ الأشياء التي تبدو صغيرةً بالنسبة للبعض ، تزيد تكاثر الفوضى بشكلٍ هائلٍ في داخلي..
إنني أسقطُ عمداً
أتهاوى من شدةِ التفكير
تلثُم وأغيبُ معكَ
أنشطرُ لنصفين من نشوة الهيامِ بكَ
وصوتُ منبهٍ أبله يعيدني للواقع بكل جبروت …
بعد دقائقٍ من مكالمةٍ يائسة حاولتُ أن أتذكر المكالمة مع من كانت
حاولتُ كثيراً وعندما أعيتني الذاكرة فتحت هاتفي أتفقدهُ لم أجدْ هناكَ أيةَ مكالمة!
إذن كنتُ أتخيل؟!
خانتني الذاكرة؟!
مابرحتُ أُراهنُ على اتصالٍ لن يأتي …
ورسالةٍ لن تصل …
وكلامٍ لن يباحُ بهِ…
ونبضٍ لن يُسمع…
دقائقٌ تتالت انتفضتُ بها كمن أصابتهُ صدمةً كهربائية على حين غرة، أركضُ نحو بابٍ أرعنٍ كنت قد أوصدتهُ بإحكام لاأدري لمَ .
أقفُ خلفه ألهثُ، أُعير سمعي لبابِ مصعدٍ أبله علهُ يأتيني بك
أتحسس قبضةَ بابٍ باردةً جداً علها تُخمدُ بركان روحي.
بابُ المِصعدِ لم يُفتح قطْ
ولاأسمع أي صوت خُطا على الدرج ماذا إذن ؟! أيعقل أنني أتوهمُ مرةً أخرى
أعود محملةً بأثقالِ أفكارٍ باتت عبئاً على عقلي.
ما إن رميتُ نفسي على أريكتي النبيتية حتى قُرع جرسُ الشقة، أُهرول نحو الباب لأفتح
أسحبُ الباب إليَّ بلهفة…
يصدمني المشهد .
من أنتَ
عُمتِ مساءً سيدتي ..هذا طلبك هلّا وقعتِ لي أنك قُمتِ باستلامه.
عفواً عمّا تتحدث ؟
أحدهم اتصل بنا وطلب إحدى الوجبات وقام بإعطائي العنوان هذا
لكنني لم أتصل ! ربما أنتَ مُخطئ
سأتأكدُ من الرقم والعنوان
(ينظر إلى ورقة بيضاء كان قد وثق بها العنوان )
سيدتي أليس هذا عِنوانكِ .. أُجحظُ عينيّ لأتأكد
بلى إنهُ هو، لحظة! وهذا الرقم إنه رقم هاتفي الثابت لكنني لم أتصل أُقسم لك .
لا أعلم سيدتي هلا تناولتِ الطلب مني لدي الكثير من العمل بعد .
أوقع، وأغلق بابي بإحكام وكأنني أرفض دخول أي أحد حتى ذرات الأوكسجين .
أدخلُ كالرعناء إلى الشقة، محمد أين أنت اخرج الآن اخرج أرجوك كفاكَ عبثاً بروحي أقسمُ أنني أتوقُ إليك ..
أقسمُ أنني أفقد لذتي بالأشياء منذ غيابك ..
أين أنت أتوسلُ إليك امنحني حق اللقاء!.
اختنقَ الكلامُ في حنجرتي سقطتُ أرضاً ارتطم رأسي بإحدى الزوايا
وصحوت ….
استفقت من ذاك الكابوس الذي كان يفتك داخلَ داخلي .
كان هذا حالي مذ أن فقدتك
نوبات متعددة الأطياف تخترقني
فتعبرُ بي جميع الفصول في ثانية
ثمة شرخٌ في روحي
باتَ الكلامُ ثقيلاً
والنَّفَسُ ثقيلْ …
باتَ الشهيقُ وكأنما الروحُ تُعانقُ السماءَ السابعةَ بتوقِ ثكلى رأت أبناءها الأربعةَ الذين رقدوا شهداءً
أمامها مصادفةً!
فَجثتْ على رُكبتيها تُصارع الوعي واللاوعي في تصديقِ ذلك .
بات كلُّ شيءٍ مثقلاً بالخيبات
اللهم قوة فقد ضاقَ الفؤادُ بما حمل.

عروبة الحمد
منتدى الشباب الأدبي

 

المزيد...
آخر الأخبار