يا دَمعَ الحَرْفِ بقافِيتي
يا نَبْضَ الجُرْحِ بِمَأْساتي
يا نَغَمَ الحُزْنِ بِشِرْياني
يتَخَطَّى نَوحَ النَّاياتِ
يا نَبْعاً ثَرًّا مِنْ وَجْدٍ
يَنداحُ بِدَوحَةِ آهاتي
يا سَكْباً مِنْ سِحْرِ فُتونٍ
يتقلَّدُ تاجَ الأوقاتِ
يا طُهْرَ العشقِ أَيا شَغَفاً
يتوارى خَلْفَ ضَلالاتي
أَدْمَنْتُ غرامَكِ يا قمراً
قَدْ أَهدى السُّهدَ لِنَجماتي
فزَرَعْتِ نِصالَكِ في صَدري
وَسَرَقْتِ رَبيعَ لُباناتي
يا غَيْماً مِنْ جَمْرِ هَجيرٍ
قَدْ سَحَّ لِيُطْفِئَ فَرْحاتي
يامَطَراً مِنْ رَمْلِ يَبابٍ
يَخْتالُ بِبَيْداءِ لَهاتي
فَيُحيلُ صَهيلي أشْرِعَةً
تَتَهاوى في البحرِ العاتي
وَيُسافِرُ مَوجُ حِكايَتِنا
مُنْدَسًّا بَيْنَ المَوْجاتِ
لِيُغازِلَ (يونُسَ ) خَيْبَتِنا
و(الحوتُ ) يُبارِكُ خَيْباتي
والبحرُ عميقٌ يَجْرَعُني
والمِلْحُ طَعامُ غِواياتي
(يقطينُ ) نَجاتي أَدْمَعَهُ
دَمْعٌ ينْسابُ بِمَرساتي
(يَعقوبُ ) الحُزْنِ تَمَلَّكَني
فابْيَضَّتْ عَيْنا راياتي
أَذْعَنْتُ لِجَيْشِكِ سَيِّدَتي
سَلَّمْتُكِ سَيْفي مَولاتي
إِنْ شِئْتِ نِهايَةَ قِصَّتنا
فاخْتاري عُنوانَ الآتي
أَوْ رُمْتِ الغَوصَ بِقافيتي
فَلْنُبْحِرْ في بَحْرِ فَلاتي
فَأَنا مسكونٌ بِضَياعٍ
والتّيهُ يَتيهُ بِتَوراتي
في الطُّورِ تَناثَرَ (إِنْجيلي)
لا خَيلَ تَلُمُّ قداساتي
في الرَّملِ تَسَمَّرَ (قُرآني)
لاريحَ تَثورُ لِثاراتي
وَسِنونُ شَبابي بَعْثَرها
سَفَرٌ يَقتاتُ سُنوناتي
وَطُيورُ حَنيني هَدْهَدَها
حُلْمٌ يَتَخَطَّى غاياتي
حَيْثُ الأَيَّامُ لَها أَلَقٌ
والنُّورُ يَعُمُّ ولاياتي
والعَدْلُ مُقيمٌ في وَطَني
والحُبُّ شُعاعُ مَناراتي
والنَّاسُ وِئامٌ يَجْمَعُهُمْ
لا خُلْفٌ خَلْفَ دِياناتِ
و بِرغْمِ مرارة قِصَّتِنا
تَبقينَ هَديلَ حَماماتي
وتظلُّ خيولُكِ في شَغَفي
تتسابَقُ حَمْلَ الرَّاياتِ
وتظلُّ عُطورُكِ تُثْمِلُني
يا أجْمَلَ فَصْلِ حِكاياتي
وتَظَلُّ رموشُكِ بَوصَلَتي
فيها تَرتاحُ مَتاهاتي
ياشامُ أُحِبُّكِ بي وَلَهٌ
والحُبُّ نَعيمُ عذاباتي
هُزِّي للرُّوحِ غُصونَ مُنىً
يا أجْملَ أَجْملَ وَرداتي
وانداحي دَوحاً في قلبي
يَتَحَدَّى جَدْبَ الويلاتِ
مُدِّي لِلْعُرْبِ جُسورَ هَوىً
كَيْ أُوقِفَ نَزَّ جراحاتي
كَيْ يَغدو العمرُ رفيفَ رُؤىً
والحُبُّ يَؤوبُ لِحاراتي
(حِطِّينُ صَلاحي ) قَدْ رَحَلَتْ
و (القُدسُ ) تُعَبِّرُ عَنْ ذاتي
فارْحَمْ أَحزاني رَبَّاهُ
بَدِّلْ بالضِّحكةِ مَأساتي
وامْلأْ بالنُّورِ ظَلامَ دمي
زَيِّنْ بالسِّلمِ صَباحاتي
قَدْ حَنَّ الماءُ إلى سَعَفي
واشتاقَ النَّخلُ لِواحاتي
ياسر فايز المحمد