إلى رجل جعل من حياتي منجما للذهب…في عامكَ الستين ولا تزال الشاب والحبيب الأجمل والأقرب إلى هذه المشاكسة ابنتك..لا حرمني أنفاسك و أطال عمرك..أيها الغالي الغالي!.
يحضرني مشهد في عام 1990,ها أنت تعود بلهفتكَ إلينا لتصطدم بالصمت يلفّ المنزل,
*شو صاير مع هالبنت؟
لتجيب أمي:
* مابعرف..هيك وضعها من الصبح, ما رفعت رأسها ولا حكت.
تندفع نحوي, تحتضنني وتتلمس جسدي الساخن المريض, تبكي فوق قدميَّ لتحملني من بعدها إلى الطبيب.
إنها السنون تمرّ يا أبي, فأغدو امرأة تبحث عن ظلّكَ في عيون العابرين لأرتطم باللاشيء, أبتعد و أبتعد خلف خياراتي وأحاسيسي العّاقة, أختبئ في قبعتي المتمردة ,عَلِّي أنسى من أنا بمزاجي و ثرثراتي الصاخبة, لأعود طفلة تعانق سماءك كلما ناديتها بذاك الغنج الطيب:» مَلّونة..أدي بحبِك!», ذاك الدلال و قد آل إلى ابتسامة ساحرة تطل من الباب تنظر في عينيَّ فأعلو كآلهة.
دموعكَ الدافئة ما زالت عالقة في مسامات قدميَّ تدفعني عنوة للنهوض كلما وقعت, قلبك الجسور الذي لا يخشى شيئا وطموحك كانا إرثي العظيم منك, و العمر الذي ضاع منّي خارج بابك يقرّعني في إثر خيباتي.
و كم أعشقك عندما يسرقك الحديث فتقول لي ناسيا حواء:» هيك صار يا معلم!»
أيها الفارس الذي لم أحظَ و لن أحظى بقرينه!
خطواتكَ تسبقني في كل نجاحاتي و إنّي أقبّل قدميك.
ميلينا مطانيوس عيسى