قابع في دماغي

يمسك كتفي كضابط شرطة يريد القبض على مشتبه به. أصيح مندهشاً فزعاً:ما بك؟؟ لماذا تطرق كتفي كسجان يدق باب محكوم؟
أتذكر أن يديّ مقيدتان بالأغلال، وأني أعيش بالمنفردة.
فيقول بنبرة هادئة متزنة:صرخت عليك كثيراً ولوحت لك بيدي مراراً لكنك قد تغافلت عني. لفتني به وقفته الشامخة كجبل عصفت به الريح ألف عام ولم يهتز قدر شعرة.
يمتلك عينين كأنهما مقبرة.
تنهدت قليلاً واستعدت رشدي، سألته ماذا تريد مني؟
رمقني بنظرة مريرة وقد حضر مكان لي في عينيه!!
خلال هذا الصمت المستمر لثوان أدركت أن سجني هو الكروية التي أحيا عليها، وقيودي هي أحكام المجتمع. انتهى الصمت المربك،وشد قبضته على معصمي حتى كاد أن يُغمى علي من هول الوجع.
وتناثر بعدها كرذاذ ماء تحت عجلات سيارة مسرعة،كانت قد شربته بعدها الشوارع الظمأى.
بحثت عنه في كل حي وكل زقاق في المدينة دون جدوى. أسندت ظهري إلى حائط أحد البيوت المهجورة، ولحظة إغماض عيني المرهقتين وجدته قابعاً في دماغي وكأنه ينتظرني.وأدركت أنه ليس سوى وهم من دماغي السقيم.
حسين الأمير
كلية الاقتصاد – جامعة دمشق

 

المزيد...
آخر الأخبار